انتقاء الأكل من الصحن هل يعد تكبرا على النعمة؟

0 220

السؤال

السلام عليكم

هل إذا ما هم الإنسان بالأكل، وقام باختيار أحسن ما في الطبق من فاكهة مثلا، يعد تكبرا على نعمة الله؟ علما بأنه من المؤكد أن كل ما في الطبق يكون صالحا للأكل، أم أنه يجب عليه أن يتناول أول ما تقع يده عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: شكر الله لك تدينك وحرصك على طاعة الله عز وجل، فسؤالك يدل -إن شاء الله- على خير فيك، ونسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.

ثانيا: نريد ابتداء أن نوضح لك -أختنا الفاضلة- معنى التكبر، حتى يتسنى لك الحكم بعد ذلك على سائر أمورك.

التكبر في اللغة هو: التعظم، أي إظهار العظمة، والمراد به اصطلاحا: إظهار المرء إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم، ويترفع عن قبول الحق منهم، وهؤلاء ورد فيهم قول الله تعالى: (سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)، أي أنهم يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم'، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: [ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر].

ثالثا: اختيار الأطعمة الجيدة التي تريديها أمر لا حرج فيه، بل هي طبيعة جبلية جبل عليها الفرد، يحب الثوب الجميل، والطعام الجيد، وقد قال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا من ذلك حين قال: "إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، فرد عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). وكذلك حديث مالك بن نضلة حين قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوب دون فقال: (ألك مال) قلت: نعم، قال: (من أي المال)، قلت: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: (فإذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته).

وعليه فلا حرج عليك -أختنا الفاضلة- أن تأكلي من الأطعمة ما تشتهيه نفسك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات