أريد الموت بسبب ضغوطات الحياة، فأرشدوني

0 317

السؤال

السلام عليكم.

فضيلة الدكتور محمد عبد العليم، كل ما أريده هو الموت، بسبب ضغوطاتي بالحياة التي لم أعد قادرا على تحملها! فأرشدوني، لأني بيني وبين الانتحار سطر واحد.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجرد إنسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفكر السلبي قد يسيطر على الإنسان، وقد يجعله يحس بشيء من السوداوية والظلامية والكدر والكرب.

هذا نعترف به أخي الكريم، لكن هذه كلها يمكن أن تعالج بالإيمان، وبالثقة بالله تعالى، تعالج من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والصبر عليها والالتزام بها، تعالج بتذكر أن الانتحار حرام قطعا وصاحبه في النار – والله أعلم – والموت لا أحد يريده، هذا كلام أؤكده لك، لكن الموت آت ولا شك في ذلك.

يجب أن ندع الموت يأتي بالطريقة التي كتبها رب العباد، والخوف من الموت أو استعجال الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه لحظة واحدة.

- أيها الفاضل الكريم: أنت أطبقت على نفسك بصورة ظلامية جدا، لا، هذا الكلام ليس طيبا أبدا، أريدك أن تذهب وتتحدث مع إمام مسجدك، وسوف تجد منه الدعم الكافي، وانظر إلى والديك وتذكرهما، واعرف أن أي مكروه يصيبك سوف يكون فيه الكثير من الأذى لوالديك، خاصة حين ترسل هذه المؤشرات والكلمات السلبية، وعليك بالدعاء، فالدعاء يزيل الكرب لا شك في ذلك، وكن فعالا، اجعل لحياتك معنى، أنت موظف، أنت تعمل، لا، أنا أعتقد وأختلف معك تماما، أنا أقدر مشاعرك جدا.

لو كان هناك إمكانية أن تتواصل مع الطبيب النفسي فهذا أمر جيد ومطلوب، وإن شاء الله تعالى محسنات المزاج سوف تساعدك كثيرا.

الآن بين أيدينا عقار (ليثيوم) وهو دواء قديم، أو جرعة بسيطة من الكلوزابين، هذه أدوية مضادة للفكر الانتحاري، لكنها لا يتم تناولها إلا بواسطة الطبيب، فاذهب إلى الطبيب - أيها الفاضل الكريم – دعه يعطيك أحد محسنات المزاج ومضادات الاكتئاب، والتي أشرنا لها سابقا، وفي ذات الوقت قد يرى الطبيب أن يعطيك جرعة صغيرة من الليثيوم مثل أربعمائة مليجرام ليلا، أو خمسة وعشرين مليجراما من الكلوزابين ليلا.

هذه الأدوية الآن كل الأبحاث تشير إلى أنها طاردة للفكر الانتحاري في معظم الحالات، ولا يعرف الطريقة التي تعمل بها هذه الأدوية، وأعتقد أنها فتح عظيم جدا، ففي بلدان مثل (لتوانيا) أو (سيرلانكا) يعرف أن نسبة الانتحار فيها عالية جدا.

هنالك مقترح: أن يوضع الليثيوم في ماء الشرب، هذا من أحدث ما يناقش في المحافل النفسية العلمية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات