السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد قامت زوجتي بإفشاء أسرار خاصة ومهمة تسيء لي ولأسرتي، كنت قد ائتمنتها عليها وقمت بتطليقها بعد ذلك، وكان هذا سببا رئيسيا ضمن أسباب الطلاق.
وهي الآن تسعى لكي أردها قبل انقضاء عدتها، بالإضافة لوجود طفل وسيتأثر سلبا بعد الطلاق؛ حيث إن مستوى أسرتها المادي الاجتماعي متواضع جدا.
أنا لا أثق فيها؛ حيث إنها قد خانت الأمانة بإفشائها للأسرار، وأخشى الحياة مع امرأة لا يطمئن لها قلبي، فقد تحدث مشاكل بسبب ذلك.
أرجو من سيادتكم النصيحة إن أمكن، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: ما حدث من زوجتك أمر لا يجوز لها شرعا، وما كان ينبغي أن تخبر أحدا بما علمته.
ثانيا: ما وقعت فيه من خطأ هو أمر لا يدل على نية سوء لك أو لأهلك، وأنت نفسك أخبرتها بذلك، وقد قال الشاعر العربي قديما:
إذا ضاق صدر المرء بسره *** فصدر الذي يستوعب السر أضيق
ثالثا: كتمان الأسرار أمر من الصعوبة بمكان، تلك طبيعة الإنسان، وقد قالوا: إن أمناء الأسرار أقل وجودا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأن أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق.
ومن عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزانها كان أوثق لها، أما الأسرار فكلما كثرت خزانها كان أضيع لها.
رابعا: زوجتك مخطئة، لكن هذا لا يعني هدم البيت وتشريد الأسرة وضياع الأولاد، إننا ننصحك -أخي الحبيب- بردها الآن وفورا، لا تجعل ولدك يتربى في بيئة لم تشرف أنت عليها، هذه زوجتك وهذا بيتك، وعليك المحافظة عليه من أي منعرجات تعصف به.
خامسا: بالنسبة لما ذكرته من عدم اطمئنان فهذا أمر متفهم تماما، لكن نرجو أن لا تضخمه أكثر من اللازم، ولعلها أخذت من هذا الموقف الدرس الذي لا ينسى، ونحن كذلك على ثقة أنها ستحرص على عدم إفشاء الأسرار مرة أخرى، ولا يعني ذلك أنك ستثق فيها سريعا لكن الأمر يحتاج إلى وقت وهذا أمر طبيعي.
كما أننا نريد منك أن تحتفظ ببعض الأسرار التي تضر أسرتك ولا تخبرها بها.
أعد امرأتك -أخي الحبيب- وعودها على الأخلاق، وامنحها فرصة أخرى، وامنح نفسك أيضا تلك الفرصة فالطلاق ليس أمرا طبيعيا إنه شتات -أخي الحبيب-، وأكثر المتضررين به ولدك.
نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، وأن يقدر لكم الخير حيث كان، والله الموفق.