السلام عليكم

أنا فتاة غير متزوجة، أشعر بألم أسفل الظهر خاصة بعد الاستيقاظ من النوم، وأعاني من تشوه في ظهري، وألم عند الاستناد على الحائط.

عملت أشعة فظهر لدي انحناء في العمود الفقري من موضعين، كحرف (s) بزاوية أو نسبة 22، مع بروز الأكتاف، وقال لي الطبيب: الحل هو القيام بعملية تعديل للعمود الفقري من خلال وضع أسياخ.

أرغب في إجراء هذه العملية، ولكنني سمعت أنها تؤدي إلى الشلل إذا حدث فيها خطأ، فهل تنصحونني بإجرائها؟ وهل يمكن أن تزيد نسبة الانحناء مع تقدم العمر كما ذكر لي الطبيب؟ وهل ألم أسفل الظهر الذي أشعر به خاصة بعد الاستيقاظ من النوم، هل له علاقة بانحناء العمود الفقري؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن ما تعانين منه هو ما يسمى بجنف مرحلة المراهقة البدئي Adolesence idiopathic Scoliosis، ويظهر ما بين سن العاشرة حتى سن البلوغ، ويمكن للجنف التفاقم، أي الازدياد في الاعوجاج في مراحل النمو، فكلما كان المريض أصغر سنا ازداد احتمال تفاقم الاعوجاج أكثر.

إن تطور الجنف -عادة- يتوقف على توقف نمو الهيكل العظمي، وهذا يكون في سن 17-18 سنة للإناث، وهو عادة لا يزيد بعد ذلك إذا كانت زاوية الجنف أقل من 30 درجة، والجنف في معظم حالاته لا يكون مترافقا مع ألم، وتكون درجته خفيفة، وفي معظم الحالات لا يحتاج لعلاج جراحي، ولا يؤثر على الحمل، ولا يتأثر بالحمل، أي أنه في معظم حالات الجنف فإنه لا يزيد في الحمل؛ لذا يجب أن تتأكدي من الطبيب من زاوية الجنف فقد ذكرت أنها 22، أما إن كان قد تم تقرير العملية، فهذا يعني أن زاوية الجنف أكثر مما ذكرت؛ لأن معظم التوصيات الطبية في هذا المجال توصي بأن يتم إجراء العملية إذا كانت زاوية الجنف أكثر من 40، ويفضل الجراحون إجراء العملية إذا كان الشكل الخارجي للمريض غير مقبول وخاصة النساء، وكذلك الجنف الذي يؤدي إلى ضيق في النفس، لذا يجب أن تتأكدي من الطبيب من زاوية الجنف.

التدخل الجراحي يكون بتقويم العمود الفقري أثناء العملية، ثم على وضع جهاز مفصلي من المعدن، وهو عبارة عن لوحات معدنية وبراغي، بالإضافة إلى أحد أضلع المريض الذي يقطع إلى قطع تساعد -بإضافتها إلى الجهاز- بتقويم الفقرات، وتخفف من حدة انحناء العمود الفقري، ولكن بدرجة معينة، ونسبة نجاح العملية عالية، فالعملية توقف زيادة انحناء الظهر، بالإضافة إلى أنها تجعل الظهر مستقيما إلى حد كبير، وتحتاج على الأقل ثلاثة أسابيع قبل أن تستطيعي العودة إلى المدرسة أو العمل، وعادة ما تكون هناك آلام خلال الثلاثة إلى أربعة أيام الأولى، وتخف تدريجيا.

نرجو -من الله- لك الشفاء والمعافاة.