كيف أصل من آذاني وشوه سمعتي ولم يرد سعادتي؟

0 388

السؤال

السلام عليكم

إن الإنسان في هذا الزمان يجد صعوبة في استشارة إنسان لأمر يؤرقه، خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه القراء، وقل فيه الفقهاء والعلماء والأمناء.

لدي أمران يؤرقاني على مدى سنوات، وهما:
- لي إخوة كثر من أبي، وليسوا أشقائي، أما والله لم أتمن إذلالهم ولا الإساءة إليهم، بل أذكرهم بما يطيب له الذكر، إلا أني قد عانيت ما عانيت منهم في صغري، إلى الآن، فقد عمدوا إلى تشويه صورتي عند أقاربي، حتى إنهم جعلوا أبي ضدي في سنة من السنين، ومنهم من علمني وأنا صغير العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية والإعراض عن طاعة الله، ومنهم من دمر مستقبلي الدراسي، وكثيرا مما يسبب الإحباط.

ما مضى فقد مضى، والحمد لله، أنا الآن شاب ملتزم، أحافظ على صلاتي وأوامر ربي، ونواهيه، وأنا به أسعد، فقد هداني الله إلى طريقه المستقيم منذ أربع سنوات، لكن الإشكال هنا فقد قرأت أن من أسباب رضا الله صلة الرحم، وهذا ما أنا به الآن حائر في أمري، وأجد صعوبة فيه، فكيف أصل من آذاني وشوه سمعتي عند أقاربي ولا يريد سعادتي؟ كيف وأنا أسمع وأقرأ صلة الرحم وإن أتتك منهم مضرة؟ كيف أستطيع أن أنسى؟

أفتوني في أمري، وأسأل الله أن يسددكم في القول والعمل، وقد راودني حلم منذ سنوات دائما ما يوقفني عن عمل أو شيء أقوم به لله، وهو أني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بين الناس أو قد قيل لي في الحلم إنه رسول الله له الصفات التي ذكرت أنها إذا اجتمعت فهو الرسول، إلا أن الذي رأيته رجلا بدأت لحيته تنبت، أي ليست طويلة، ثم انتقل الحلم على أني قد تمثلت به، فذهبت أدعو الناس لكني في الحلم أعور، ثم وقعت على وجهي، هذا ما أذكر منه، لكني كلما هممت بعمل يأتي هذا الحلم، ويقول لا تفعل، فإن مصيرك سيكون في النار في آخر الأمر، لأنك ستكون من المنافقين!

هذا ما عانيت منه منذ سنوات إلا أني أرجو الله أن يرحمني وأن لا يكتبني من المنافقين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال ونهنئك على توفيق الله لك بالتوبة والالتزام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحفظك على الدوام، وأن يحشرنا جميعا في صحبة رسولنا.

نتمنى أن تستمر على مشاعرك الطيبة تجاه إخوتك، ولا تقابل إساءتهم بالاساءة، ولا تفكر في الماضي، واحمد الله الذي وفقك وأيدك، وحفظك وحماك وسددك.

الأمر كما قال أبو الدرداء لن نجازي من عصى الله فينا بمثل أن نطيع الله فيه، واعلم أن صلة الرحم لا تدوم إلا بصبر على المرارات ونسيان للجراحات، ولا يوجد من احتمل من إخوانهم مثل الأنبياء، كما حصل لنبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فلما تمكن منهم قال لهم: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) صلهم وإن قطعوك وأحسن لهم وإن أساؤوا، واحلم عنهم وإن جهلوا، واستبشر بتأييد الله ومناصرته لك.

أما بالنسبة لرؤية النبي فلا بد فيها من تطابق الأوصاف، والمهم هو أن تلتزم بشرعه وهداه، وليس لك أن تتوقف عن عمل أو تقدم على عمل لأجل رؤيا منامية، فالأحكام لا تؤخذ من المنامات، لأن الوحي قد انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وندعوك لعدم التوقف عند وساوس الشيطان، وتذكر فضل الله ورحمته وعفوه عن العصاة، فكيف بمن تاب وأناب!

نسأل الله لك الثبات والهداية والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات