السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة منذ (10) أشهر، وأبلغ من العمر (22) عاما، تأخرت دورتي الشهرية منذ ستة أشهر، ثم نزلت بعد (40) يوما من تأخرها، فذهبت للطبيبة المختصة، وكانت النتيجة بأنني أعاني من تكيس على المبايض، وارتفاعا في هرمون الحليب، وكانت نسبته (17.5)، ووصفت لي علاجا هو (جلوكوفاج)، (ودوستنكس)، لمدة شهرين، وبعد ذلك وصفت لي في الشهر الثالث علاجا هو (كلوميد)، مقدار حبتين في اليوم، لمدة خمسة أيام، ثم تابعت التبويض في اليوم التاسع، فوجدت (4) بويضات في المبيض الأيسر، وفي اليوم (12) وجدت (3) بويضات، فلم يحدث الحمل، ونزلت الدورة بعد (32) يوما.
قمت بعد ذلك بعمل فحص جديد بالسونار، فكانت النتيجة وجود كيس على المبيض الأيسر، فوصفت لي الطبيبة حبوبا هي (جينيرا) وقالت لي بأنه سينزل مع الدورة الشهرية، ولكنني عانيت من الآلام في أسفل بطني بعد منتصف الدورة، وفحصت مرة أخرى، فوجدت بأن حجم الكيس هو (7.5) سم، وتم تشخيصه بأنه كيس شوكولاتة، فقمت باستئصاله قبل موعد نزول الدورة بأسبوع، عن طريق التنظير، وأخبرني الطبيب بعدم وجود أي التصاقات، والأنابيب سليمة، وفي اليوم الرابع عشر من الدورة، وبعد العملية بعشرين يوما، شعرت بوخز في الأجناب، وبعد الفحص بالسونار، أخبرتني الطبيبة بوجود بويضة على المبيض الأيمن، وكان حجمها (19)، وأنها سوف تنفجر خلال يومين، مع وجود بقايا لكيس على المبيض الأيسر حجمه (2.5) سم، وأنا الآن في اليوم السابع عشر، وما زلت أعاني من الوخز والألم في الجانبين.
استفساراتي لكم:
- ما سبب وجود بقايا الكيس؟ مع العلم بأنه قد تم استئصاله بالمنظار في يوم (20/12/2014)، أي منذ (22) يوما.
- هل هذا الكيس يعتبر بطانة رحم مهاجرة، وأنه عاد مرة ثانية بعد الدورة، وإذا كان كذلك فهل يوجد فرصة لحدوث الحمل الطبيعي؟
- هل هناك أي إمكانية لحدوث الحمل مع وجود البويضة على المبيض الأيمن؟ علما بأن تحليل السائل المنوي لزوجي أوضح أن العدد هو (52) مليون، وحركتها (45%)، وقد تناول (اورثومل فيرتل بلس) منذ شهرين؟
- هل معاناتي مع آلامي في الجانبين تدل على عدم انفجار البويضة، وتحولها إلى كيس؟
- هل الإفرازات اللزجة والشفافة بعد الجماع لمدة يوم كامل تدل على وجود مشكلة؟ أو أنها تعيق الحمل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الكيس الشكولاتي، هو الكيس الذي يحتوي على قطع من بطانة الرحم, هاجرت إلى المبيض، وانزرعت فيه, ثم أصبحت تنزف دما يشبه دم الدورة، وذلك مع كل دورة شهرية, وبالتالي تصبح محتويات الكيس عبارة عن دم قديم، وأنسجة من بطانة الرحم.
شفط هذا النوع من الأكياس لا يكفي لعلاجها, بل يجب استئصالها كاملة مع جدرانها التي تحتوي على بطانة تماثل بطانة الرحم, لأن بقاء هذه الجدران والبطانة؛ سيؤدي حتما إلى إعادة تشكل الأكياس من جديد.
وتشخيص الكيس الشكولاتي - الناتج عن بطانة الرحم الهاجرة -، يجب أن لا يتم إلا بعد إرسال عينة من الكيس إلى المختبر النسجي، ورؤية خلايا بطانة الرحم في هذه العينة؛ وذلك لتمييزه عن الكيس الدموي العادي, الذي ينشأ على حساب جراب البويضة, ولا يحتوي على بطانة الرحم.
فإن كان التشخيص عندك مؤكدا, أي أن لديك بطانة الرحم الهاجرة , فمعنى ذلك بأن الكيس الذي ظهر الآن هو من بقايا الكيس القديم، لأنه تم شفطه فقط, ولم يتم استئصال جدرانه التي هي أساس المشكلة.
بالطبع - يا عزيزتي - هنالك دوما فرصة لحدوث الحمل, حتى لو كان لديك بطانة رحم هاجرة, فطالما أن الأنابيب سالكة, وطالما أن التبويض جيد, فالحمل وارد الحدوث في أي وقت, حتى مع وجود بطانة الرحم الهاجرة, لكن وبنفس الوقت يجب أن تعرفي بأن بطانة الرحم الهاجرة قد تؤخر أو تمنع الحمل بآليات أخرى, وليس فقط عن طريق الالتصاقات حول الأنابيب من هذه الآليات:
1- قد تسبب بطانة الرحم الهاجرة تأذي في وظيفة الخلايا المبطنة للأنابيب, بحيث لا تتمكن أهداب هذه البطانة من دفع البويضة أو العلقة إلى جوف الرحم.
2- قد تؤدي بطانة الرحم إلى إفراز مواد تؤذي البويضة، أو الحيوان المنوي، وتفقدهما القدرة على الإلقاح.
3- قد تؤدي إلى خروج خلايا مناعية بالعة, تقوم بابتلاع البويضة، أو النطاف في الأنابيب.
4- قد تؤدي إلى جعل بطانة الرحم غير قابلة للتعشيش, وذلك عن طريق إفراز مواد تشبه الهرمونات, لكن بنسب غير متوازنة.
فالالتصاقات والأكياس الشكولاتية, ليست هي السبب الوحيد لتأخر حدوث الحمل, لذلك إذا تأكد بأن الحالة عندك هي بطانة الرحم الهاجرة, وتأخر حدوث الحمل عندك لأكثر من سنتين, فهنا من الممكن اللجوء إلى الوسائل المساعدة على الإنجاب, ومنها أطفال الأنابيب، فهي الحل المثالي في هذه الحالة.
والوخز الذي تشعرين به في الجانبين, لا يدل بالضرورة على أن الكيس قد كبر بالحجم أو تمزق, ولا يمكننا معرفة هذا الأمر إلا بعد عمل تصوير تلفزيوني، ومن الطبيعي نزول بعض الإفرازات الشفافة بعد الجماع بيوم, وهي على الأرجح ناتجة عن الجزء الغير مخصب من السائل المنوي الذي بقي في المهبل, ولا مشكلة في ذلك، وليس له علاقة بتأخر الحمل.
نسأل الله عز وجل, أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب