السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسانة والحمد لله منذ شهر رمضان الفائت أعلنت توبتي، وكنت كما الجميع كلما أذنبت أحاول الرجوع إلى الله، والحمد لله كثيرا أصبحت أصلي صلواتي في وقتها، ودعوت الله أن يجعلني من مقيمي الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، فأصبح بعض من أفراد أسرتي محافظا على الصلاة، وهذا بفضل الله تعالى.
المشكلة الآن أنني أمر بمرحلة جهاد مع النفس وما تهوى، فأنا أحب الأغاني ويكاد لا يمر يوما دون أن أستمع لها قبل توبتي، كنت -والعياذ بالله- إذا ارتفع الأذان لا أطفئها، أما الآن فالحمد لله أطفئها، ولم أعد أحملها في جهازي بل أستمع إليها من أي موقع خشية أن أموت فيستمع إليها أحد من بعدي، أو أن يضيع هاتفي وأكسب أوزارا، بل أصبحت مهما بلغ حبي لأي أغنية لا أجر أحدا للاستماع إليها كما كنت من قبل.
ومشكلة أخرى هي شر هذا اللسان، أتوب من شره ثم ودون شعور مني أخوض مع الخائضين، وإن توقفت لا أستطيع إيقاف من هم حولي، فهل أكسب ذنبهم لأني لم أنصحهم؟ لأني قد نصحت من قبل في ألا يذكروا أحدا بشر، لكن أسأل الله الهداية لي ولهم.
ومشكلة اللباس أيضا، أنا أعاني من الصدفية منذ ١٣ سنة تقريبا، والآن لا أرى إلا أنه رحمة من رب العالمين، لم أعد أستعمل العلاج بل أدعو الله أن ينتشر في جسمي أكثر كي ألبس ساترا رغما عني، فهل يجوز أن أدعو بذلك؟ وهل سيقبل دعائي؟
سؤال أخير: هناك سيئات جارية لي حاولت التخلص منها ولم أستطع، ثم قطعت وعدا ألا يكون لي سيئات جارية، فهل سأحمل أوزارا وقد تبت؟
أعتذر على الإطالة، وبارك الله في الجميع وفي من أنشأ هذا الموقع، دليلي بعد كتاب الله وسنة نبيه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يتوب عليك ويحقق في طاعته الآمال.
أرجو أن تسألي الله العافية، فإنه لا يجوز للإنسان الدعاء على نفسه أو أهله أو ماله إلا بخير، بل اسألي العظيم أن يوفقك للالتزام بالحجاب وبالسير على الخير والصواب، وقد أسعدنا حرصك على إصلاح نفسك ورغبتك في إصلاح من حولك، وأفرحنا خوفك من المعاصي التي تجري بعد موت صاحبها، وقد أحسنت، وويل لمن يحملون أوزارا مع أوزارهم.
ولا شك أن المطلب الأول هو صدق التوبة والإخلاص فيها لله، والتوقف التام عن المعاصي، والعزم على عدم العود، والندم على التفريط، ثم الإكثار من الحسنات الماحية، والتخلص من كل ما يذكر بالمعاصي من مواقع وأرقام وإيميلات، وكل ما ذكرناه يدل على صدق التوبة، ونعوذ بالله من توبة الكذابين الذين يتوب الواحد منهم بلسانه ولكن يظل قلبه متعلقا بالمعصية ومتشوقا إليها.
وننصحك وأنفسنا بتجنب الغيبة، لأنها من الذنوب المركبة التي فيها حق للعباد وحق لرب العباد، وربنا رحيم تواب غفار لمن تاب وأناب، ولكن العباد لا يتنازلون عن حقوقهم، وإذا ذكرت أختا لك بشر فذبي عنها ليذب الله عنك النار، وحاولي تغيير مجرى الحديث، واجعلي في المجلس وقتا للتذكير بالله، فإذا تمادوا في الغيبة فالنجاة النجاة النجاة.
ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بالتوبة النصوح، واتركي الأغاني جملة، وتعوذي بالله من الشيطان، واعلمي أنه لن يتركك، لأنه حزين لتوبتك، فعاملي عدونا بنقيض قصده، واستعيني بالله العظيم، وتوكلي عليه، ثم استمري في التواصل مع موقعك، ولك منا الدعاء وأسأله سبحانه أن يرزقك الثبات على الحق، واتباع خاتم الأنبياء.