السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 22، متزوجة منذ سنتين، ورزقني الله بطفل معاق جسديا وعقليا، وأنا الآن أعاني من اكتئاب وفقدان ثقة بالنفس، وغيرة شديدة على زوجي.
علما بأن زوجي يحبني كثيرا، إلا أنني أفكر دائما
-ومنذ ولادتي- أن هذا لن يستمر بسبب انشغالي بهذا الطفل، وأشعر أنه سيتغير تجاهنا ويتركنا.
زوجي متدين، وعلى خلق رفيع، ولكنني من شدة حبي وتعلقي به أغار عليه بشدة، وهو لا يحب هذه الغيرة؛ لأنها تعدت الحدود، ووصلت لمرحلة الشك، وأنا الآن لدي خوف شديد من أن هذه الغيرة تخرب علي حياتي، رغم أنني أعلم أن هذه يمكن أن تكون مجرد وساوس، إلا أنها تشغل تفكيري، وتعكر صفو حياتي.
أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maiaz حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي فيك الرغبة في المحافظة على بيتك، وحسن الثناء على زوجك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح حالنا وحالك، وأن يعينك على حسن التعامل مع طفلك، وأن يثبت أجرك، ويحقق آمالنا وأملك.
الطفل المعاق اختبار للصبر، وامتحان في الرضا بقضاء الله وقدره، وسبب لنزول الرحمات والبركات، إذا أحسنا التعامل معه، وأرجو أن يشاركك زوجك شرف الخدمة للطفل؛ لتتفرغي لخدمة زوجك، ونوصيك بالقرب منه، وحسن التبعل له، والاقتراب منه وحسن الظن به، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك ويعكر صفوك، وهذا هو عمل عدونا الشيطان، والعلاج يكون بالتعوذ بالله منه، وباتخاذه عدوا، ولن تتحقق العداوة إلا بطاعة الله، وبمخالفة الشيطان، ونبشرك بأن كيده ضعيف، وليس له سلطان على أهل الإيمان والتوكل على الله، فكوني من هذه الطائفة الناجية.
لا يخفى على أمثالك أن الغيرة مطلوبة، وأنها دليل على شدة الحب، ولكنها إذا زادت عن حدها فتنقلب إلى ضدها، وليس من مصلحته ولا مصلحتك الاستمرار في هذه الغيرة الزائدة الخانقة، وأرجو أن تشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وتفاءلي بالخير، واطردي عن نفسك الوساوس.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يديم بينكما الود والمحبة.
سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لنا ولك السعادة والاستقرار.