السؤال
السلام عليكم
أحتاج استشارتكم في أمر يؤرق حياتي، شخصيتي جدا ضعيفة أمام أخت زوجي، لدرجة أني لا أستطيع أن أرد عليها في أبسط الأمور، وأخاف من مواجهتها والدفاع عن نفسي، مما جعلني أكره لقائي معها الذي لا مفر منه كل أسبوع، وهذا الأمر أفسد علي حياتي.
تحاول أن تجرحني في كل وقت، وتحسسني أني لا أساوي شيئا، وأحيانا أحكي لزوجي ويزيد من معاناتي لأنه لا يرى في أخته إلا إنسانة طيبة، وتحب المزاح فقط.
زوجة أخ زوجي تكون حاضرة أحيانا وترى ما أرى مما جعلنا نتحدث عما تفعله، فأحتاج فقط ممن يفهمني، كيف أدافع عن نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hanan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
- نحن نتفهم تماما –أختنا- معاناتك التي أرقت عليك حياتك، كما ذكرت، وعلاجها إن شاء الله ميسور.
-الأمر لا يتعلق ابتداء بقوة الشخصية، ولا بضعفها، بقدر ما يتعلق بوضعها الاجتماعي في أخت زوجك، والطبيعي أن تشعري بهذا الشعور معها، ولو كنت مكانها –أختنا- لشعرت بقوة الشخصية عليها، فالأمر طبيعي وهين، فلا تقلقي.
- السؤال الذي طرحته أنت: كيف تستطيعين أن تدافعي عن نفسك؟ ونحن هنا نريد أن نغير السؤال إلى سؤال آخر: كيف تستطيعين أن تكسبي زوجة أخيك؟ نعم –أختنا- إن الصراع لا يولد إلا الصراع.
-أنت إذا دخلت معها في معركة ستفسد عليك حياتك قطعا، وستجعلين زوجك بين خيارات مؤلمة، وستتحول حياتك الهادئة ستة أيام في الأسبوع إلى جحيم الأسبوع كله، فليست وحدها في هذا الصراع بل حتما ستنضم إليها أمها وأبوها وأهلها، وهؤلاء لهم تأثير ولا شك على الزوج، وإذا استطعت ربحها فأنت تربحين زوجك ونفسك، وتربحين عدم تطور الصراع بينك وبين زوجك.
- حتى تربحي أخت زوجك عليك –أختنا- بالإحسان إليها عند الإساءة، واتبعي هذا النهج القرآني السديد، قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) نعم –أختنا- الإحسان مع الإساءة جالب لتغيير النفوس إلى الخير، فإن لم يحدث تغير إيجابي فعلى الأقل لن يحدث تطور سلبي.
- اعتمدي أسلوب التجاهل والتغافل عن الأخطاء، واعلمي أن القول الحسن في مقابل القول السيء لا يدل على ضعف وقوة بقدر ما يدل على خلق صحيح وآخر سقيم، وأخبري زوجك أنك تريدين أن تصادقي أخته، واجعليه يقوم بدور التقريب بينك وبينها، ولكن بطريق غير مباشر.
- أكثري من الدعاء لها أن يهديها الله، وأن يوفقها لكل خير، وأن يصرف عنها وعنك الشر، فالدعاء سهم صائب.
نسأل الله أن يوفقكم لكل خير، والله المستعان.