السؤال
السلام عليكم.
كيف أكون صديقة وناصحة وموجهة ومربية على الأخلاق والدين ومقربة من أبنائي بعد وفاة والدهم، رغم زيادة المسؤوليات على عاتقي، وارتباطي بوظيفة بدون أن أمللهم وأنفرهم؟ مع العلم أنهم في بداية سن المراهقة.
وجزاكم الله كل خير.
السلام عليكم.
كيف أكون صديقة وناصحة وموجهة ومربية على الأخلاق والدين ومقربة من أبنائي بعد وفاة والدهم، رغم زيادة المسؤوليات على عاتقي، وارتباطي بوظيفة بدون أن أمللهم وأنفرهم؟ مع العلم أنهم في بداية سن المراهقة.
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ afreema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: سؤالك هذا هو توفيق من الله عليك، ودلالة على أنك تريدين الخير لك ولأولادك، ونسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة, وأن يرزقك الله برهم، وأن يكتب لك أجرهم.
ثانيا: قبل الإجابة -أختنا الكريمة- نحب أن نذكرك بما أعده الله عز وجل للمرأة المحبوسة على أولادها التي ترملت عليهم ابتغاء الأجر من الله عز وجل، وأول تلك البشارات حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة -وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى- امرأة ذات منصب وجمال آمت من زوجها، حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا أو ماتوا). وكلمة سفعاء الخدين أي التي تغير لونها إلى السواد من طول الإيمة وترك الزينة. وهذا بشارة من الله عز وجل بمرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.
والبشارة الثانية: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول لها: ما لك ومن أنت؟! فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) وهذا يدل على سرعة دخولها الجنة، إذ أول من يدخل الجنة محمد -صلى الله عليه وسلم.
وأما الثالثة: فما روي عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: واصل الرحم، يزيد الله في رزقه ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاما صغارا، فقالت: لا أتزوج، أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاما فأضاف ضيفه وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين، فأطعمهم لوجه الله تعالى).
ثالثا: أول ما نوصيك به احتساب الأجر من الله، واتخاذ هذه البشارات غاية لك، هذا سيقوي عندك قوة التحمل، ويدفعك إلى مزيد من الجهد، وهذا أمر مطلوب في المرحلة الحالية.
رابعا: أهم ما تحتاجينه في هذه المرحلة ربط الأطفال بالله عز وجل، لا بد من إحياء خوفهم من الله، ورجائهم في رحمته، اجتهدي -أختنا- في زيادة معدل التدين عندهم عن طريق حرصك على ذهابهم للمسجد، عن طريق الصحبة الصالحة، عن طريق حلقات تحفيظ القرآن لهم، عن طريق المحاضرات الوعظية المباشرة في المساجد أو المسجلة، ولا بأس أن تجعلي 10 دقائق في الأسبوع لصلاة ركعتين مع الأولاد.
خامسا: اعتمدي أسلوب الحوار معهم، ونحن نعلم أنه مرهق ومتعب، لكن عقباه أفضل، وآثاره أقل بكثير من طريقة الصدامات والأوامر.
سادسا: خاطبيهم على قدر عقولهم لا على قدر عقلك، وتوقعي أخطاءهم فهذه طبيعة الطفولة، ولا تنتظري أن يستشعر أحد تعبك؛ لأن هذا السن لا يفهم معنى التعب، وهذه أمور لا بد من فهمها؛ حتى لا تتزاحم الأمور عليك.
سابعا: ابتعدي قدر المستطاع عن الغضب، وإذا أحسست بالغضب؛ فانعزلي قليلا عنهم، العصبية تفقدك السيطرة على نفسك، وترهقك، وفوق ذلك يجعل الأطفال متوترين، وسيتجنبونك خوفا عليك أو خوفا من العقاب، وهذا أمر خطر في هذه المرحلة.
ثامنا: من الضروري أن يجد الأطفال -وخاصة المراهقين- أخا لهم أكبر، أو خالا، أو عما يتابعهم، على أن يعاملهم بالرفق واللين.
سابعا: حدثيهم كثيرا عن والدهم، وعن الصفات الجميلة فيه، وعن بره -مثلا- بأهله من غير مبالغة، فإن حبهم لوالدهم فطرة، ومعرفتهم بخصاله الطيبة يدفعهم إلى محاكاته.
وأخيرا: الدعاء لهم بالهداية في كل صلاة، ونسأل الله أن يعينك على تربيتهم، وأن يكون لك خير زاد إلى الله يوم العرض عليه.
والله المستعان.