كيف نتعامل مع والدنا الذي تخلى عن مسؤوليته المادية نحونا؟

0 229

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أسألكم جزاكم الله خيرا عن موضوع يتعلق بوالدي: فنحن عائلة نعيش في أوروبا، أبي أقنع أمي بالهجرة؛ بهدف الحصول على حق الإقامة، وبذلك تطلب حق التجمع العائلي، فنذهب جميعا إليها, وما جعله يفكر في ذلك الأمر، هو أن خالتي تعيش هنا في أوروبا، وأمي تستطيع أن تظل معها إلى أن تحصل على حق الإقامة.

بعد أن وافقت أمي المسكينة، وجاءت إلى أوروبا، استطاعت أن تبعث لنا أوراق الإقامة، فجئنا إلى ديار المهجر، لكن أبي لم يستقر معنا، ولا يعيننا في أي شي, ويدعي عدم وجود فرص العمل، ولا فائدة من البحث، وفعلا فرص العمل قليلة، ولكننا نحس أنه تخلى عنا نهائيا.

مرت 8 سنوات، وأمي هي التي تعمل من أجلنا, صحتها في تدهور، وأبي يزورنا بعض الأيام ثم يعود إلى أرض الوطن, علما أن له دكان أعشاب، ومنزلين، لكن دائما يقول بأنه لا يملك ما يعيننا به, اقترحنا عليه أن يبيع أحد المنزلين، وبتلك النقود نشتري منزلا هنا، وعلى الأقل نرتاح من دفع أجرة السكن، ولكن بلا جدوى.

أصبح الأمر يتحول إلى كراهية بيننا، وبما أن الله أوصانا بالوالدين، فإننا لا نعرف كيف نتعامل مع هذا الأمر, نرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nour al houda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا حرصك على بر الوالد، وسوف تربحين الدنيا والآخرة، فإذا حرصتم على بره، وصبرتم عليه، ونسأل الله أن يبارك في والدة الجميع، وأن يصبرها ويسدد خطاها.

ولا أظن أن هناك مانعا من ترتيب الأوضاع المالية للأسرة، ولا تحاولوا تكرار الخيارات التي لا يفضلها، وإذا غضب فليس أمامكم إلا السكوت والانسحاب والانحناء للعاصفة، وأرجو أن تجد الوالدة منكم المساندة والدعم، وإذا وجدت منكم ذلك، فإن قدرتها على البذل والتضحية سوف تزداد، وستجد حلاوة للتعب والسهر.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهله، ولا تتجادلوا مع الوالد من أجل الأموال، واعلموا أن رضاه أغلى من الأموال، وكلنا أمل في أن تستمروا في التواصل، كما نرجو أن يكون للدعوة إلى الله مكانا في حياتكم، حتى تؤثروا في من حولكم، ولا تتأثروا بما حولكم، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبنا وذنبكم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات