أمي رفضت ابن عمي الذي تقدم لخطبتي لأسباب عائلية، ماذا أفعل؟

0 274

السؤال

السلام عليكم

عمري 19 سنة، طالبة جامعية، علاقتي بالله جيدة جدا، أعاني من مشكلة، ومن الممكن أن تدمر هذه المشكلة حياتي، لا أريد أن أطيل عليكم الحديث، المهم: قبل عام تقريبا تقدم ابن عمي لخطبتي، وهو يكبرني بسنتين، يعمل ويريد بناء منزل في المستقبل القريب، وعندما تقدم لخطبتي رفضت أمي الخطبة، لأنه غير متعلم، ولأنه من طبقة لا تناسب طبقتنا المعيشية، لكنني أراه رجلا كفؤا، ولديه جميع مقومات الحياة.

أنا أحب هذا الشاب محبة وضعها الله في قلبي، ولا أتخيل أنني سأكون في يوم من الأيام مع غيره، أمي تسبب لي العديد من المشاكل، وتمنعني من زيارة بيت عمي، وتتفق مع أختي الكبرى على تزويجي من شخص خارج البلد، وأمي لا تحب عائلة أبي، ودائما تتوعد وتقول: عندما يرحل أبي عن الدنيا -لا سمح الله- ستقطع علاقتها معهم، مع العلم أن عائلة أبي لا يتعاملون معنا بطريقة سيئة.

أريد المشورة، ماذا أفعل؟ أنا متوكلة على الله، ودائما أدعو الله في صلاتي أن يجمع بيني وبينه بالحلال، الرجاء المساعدة، أريد حلا يرضي الطرفين.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: اعلمي -أختنا الفاضلة- أن ما تحدثت عنه هو أمر متفهم لدينا، وأن ما تمرين به هو طور طبيعي من أطوار حياتك، لابد أن تمر به كل الفتيات، لكن البعض منهن تنزلق خلف عاطفتها لتجد نفسها بعد فترة ضائعة لا هي ربحت أهلها، ولا كسبت زوجها، والبعض الآخر يأخذ بكل الأسباب، ويتوكل على الله، ويتعب في البداية لكن في الخاتمة يربح أهله، وزوجه، ونفسه، ولا يخدش حياءه ولا تدينه، وما يطمئنك أختنا أن علاقتك بالله قائمة، وهذا سييسر عليك عبور تلك المرحلة سالمة -إن شاء الله-.

ثانيا: قبل أن ندخل في التفاصيل نريد أن نخبرك بأن ابن عمك إن كان في قدر الله لك زوجا فسيكون، شاء من شاء، وأبى من أبى، وإن كنت في علم الله لغيره فلن تجدي أي محاولة ولو كان ورائها الإنس والجن، فهوني على نفسك، وثقي أن قدر الله غالب، ولن يكون إلا ما قدر الله وقضى، وقد اختار الله لك وقدر عليك أمره قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال-: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" وهذا يبعث على الطمأنينة.

ثالثا: يعلم المؤمن أن قضاء الله هو الخير للعبد من مراده، والله لا يقضي لعبده إلا ما يصلحه، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر فيحسبه خيرا، وقد يريد الخير فيحسبه شرا قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، والنجاة في التسليم لأمر الله والتوكل عليه، مع الأخذ بالأسباب المتاحة.

رابعا: قد ذكرت أن هناك خلافا بين أهل والدك وأمك، وأنها لا تريدك زوجة لولد عمك لأجل هذا الأمر، ونحن ابتداء لا ننصحك بمخالفة والدتك، ولا فعل ما يغضبها، فأنت أحب الناس إلى قلبها، وهي لا تريد لك إلا الخير، ولا تريد إلا سعادتك، وما دفعها إلى هذا القرار إلا غلبة الظن بأنك لن تكوني سعيدة، نعم قد تكون مخطئة في قرارها، لكن يستحيل أن تقوم بهذا الفعل لإلحاق الضرر بك أو تعنتا معك، لابد أن يكون هذا الأمر واضحا في تعاملك مع أمك.

خامسا: ننصحك بفتح الحوار مع والدتك، بداية يجب الاستماع بلا تعليق، استمعي منها إلى وجهة نظرها، لا تعاديها، ولا تردي عليها، واحفظي كل ملاحظاتها على ولد عمك، ثم اجلسي وحدك وفكري في هذا الأمر بتجرد فقد تكون صحيحة الرأي، وقد ترى بعينها أمورا لم تلاحظيها، وقد تكون كذلك مخطئة، المهم أن تفكري في الأمر بحيادية، فإن اتفقت معها فخيرا لك، وإن خالفتها وكان لك جواب على كل تساؤل فاعمدي إلى ورقة وابدئي الحديث إليها، واجعلي بداية الحديث عنها وعن حبك لها، وعن تضحياتها لك ولأخواتك، وعند تقديرك ومحبتك لها، وأكثري من الثناء عليها، ثم اذكري كل النقاط السلبية التي ذكرتها وأجيبي على كل تساؤل بهدوء وروية، وفي الختام أخبريها أنك تكثرين من الدعاء إلى الله أن يشرح الله صدرك لهذا الشاب، وأنك لن تخرجي عن طوعها، ولن تفعلي ما تكره، ولكن أخبريها أن بعض النساء حين زوجتهن أمهاتهن وحدثت مشاكل كان لوم البنت على أمها شديدا، وأنت لا تحبين أن تكوني في هذا الموقف لمحبتك لها.

سادسا: إن وافقت الأم فهو الخير -إن شاء الله-، وإن أصرت فاستعيني بعد الله بكل ذي رأي عند أمك، ومن تثق فيه، ومن تجله، ومن تحترم رأيه، المهم أن يكون من خاصة أهلك كأختك أو خالتك، وعلى أن يتمتع بالحكمة والتدين.

وأخيرا: افعلي هذا وسلمي الأمر لله -عز وجل-، وكوني مطمئنة أن الله سيقضي ما يريد، وأنك بذلت الأسباب والله هو الذي يتولى الأمور على ما يحب ويرضى، نسأل الله أن يوفقك للزوج الصالح الذي تقر به عينك، وكان معينا لك على طاعة الله، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات