السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 29 سنة، متزوج وأب لبنت سميتها رتاج, أعمل (كمسير) لصيدلية، وقد بدأت مؤخرا أعاني من إرهاق وتعب مزمنين لا يزولان حتى أثناء الراحة، حتى أنني أخذت إجازة لمدة 15 يوما، لكن لا شيء تغير، بل بالعكس فقد أصبحت سريع الغضب والانفعال.
لم أعد أستطيع التحكم في أعصابي البتة, أصبحت سريع وشديد القلق، لدرجة أنني كرهت عملي، ولم أعد أطيق أحدا فيه, وقد عكر هذا الأمر كل حياتي!
هل ألقى عندكم تشخيصا وحلا لمشكلتي؟
بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
هنالك بعض الأمور المحتملة لتفسر حالتك:
- الإصابة بالإرهاق والتعب الشديد، وهذا ربما يكون نتج من التهاب فيروسي، وهنالك الكثير من الفيروسات التي تظهر في شكل تعب وإجهاد جسدي، وهذه الإصابات الفيروسية هي إصابات عابرة، بمعنى أنها لا تظل لفترات طويلة لدى الإنسان، وليس لها توابع أو مآلات خطيرة.
في بعض الأحيان بعد هذا الشعور بالإجهاد يعقبه شيء من الغضب والانفعالية السلبية، وتعكر وعسر في المزاج، وهذا نعتبره نوعا من الاكتئاب القلقي البسيط، وأعتقد أن هذا ينطبق على حالتك.
ربما لا تكون قد أصبت بأي التهاب فيروسي، لا أريدك أن تنزعج لهذا الأمر، ما ذكرته لك هو أمر جائز، وحتى إن حدث فهو أمر قد انتهى، وكانت أحد إفرازاته هي حالتك النفسية هذه، أو ربما تكون الحالة النفسية قد نشأت دون أي مقدمات ودون أي أسباب، أو ربما يكون هنالك ظرف حياتي بسيط لم تعطه الاهتمام التام، لكن كانت نتائجه عليك سلبية من حيث ما يتعلق بصحتك النفسية.
أخي الكريم: الوضع الأمثل هو أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا إذا كان ذلك ممكنا، وفي ذات الوقت تجري بعض الفحوصات الطبية المختبرية المهمة، تتأكد من مستوى الدم فيما يتعلق بالهيموجلوبين، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكبد والكلى، ومستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د).
هذه فحوصات أساسية من الضروري جدا أن تعرف نتائجها، وعلى ضوئها تتم الخطوة الطبية التالية، وهي مقابلة الطبيب النفسي.
أنت تحتاج – أخي الكريم – لأحد الأدوية المضادة للقلق والانفعالات والتوترات، وفي ذات الوقت يحسن من مزاجك، وهذه الأدوية كثيرة ومعروفة، والحمد لله تعالى أنت تعمل في مجال الصيدلة.
دواء مثل (دوجماتيل) والذي يعرف باسم (سلبرايد) يمكن أن يكون هو البداية في حالتك، وإن تحسنت عليه فهذا أمر طيب، وإن لم تتحسن قطعا سوف تحتاج لأدوية أقوى منه قليلا مثل الزيروكسات أو السبرالكس أو الفافرين مثلا، كلها أدوية طيبة وجيدة ولا تسبب الإدمان.
في ذات الوقت – أخي الكريم – أنت محتاج لأن تغير نمط حياتك قليلا، أولا: يجب أن تنام مبكرا، ويجب أن تمارس الرياضة فهي ضرورية جدا لإزالة الإجهاد النفسي والجسدي.
كن معبرا عن ذاتك، لا تكتم، الكتمان يؤدي إلى الاحتقانات النفسية الداخلية وسرعة الغضب، ومن المهم جدا أن تطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة حيال ما نسميه بكيفية إدارة الغضب بصورة صحيحة، ارجع لكتاب الإمام النووي (الأذكار) أو أي من الكتب المشابهة. هذا – يا أخي– علاج مهم وضروري جدا.
أريدك بصفة عامة أن تكون إيجابيا في تفكيرك؛ لأن إيجابية التفكير تزيل القلق والتوترات، وتجعل الإنسان يحس بالفعالية الإيجابية الداخلية، وهي تجربة يصعب جدا قياسها أو حتى وصفها بدقة.
حالتك إن شاء الله بسيطة، وقد أفدتك إن شاء الله تعالى فيما يتعلق بالتشخيص، وكذلك الحل لمشكلتك، وهي من وجهة نظري خفيفة، وأسأل الله لك العافية والمعافاة، ولنا جميعا، في الدين والدنيا والآخرة، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.