السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم، أحب الموقع والمشرفين عليه وجميع المساهمين بتقديم الإفادة، وأسأل الله أن يبارك في أوقاتكم وأعماركم وعقولكم، وأن يتقبل أعمالكم كلها، ويجعلكم دائمي التوفيق والسداد، ويجزيكم الجنة في الآخرة.
أنا شاب، وبعمر يقارب 20 سنة، وعندي مشكلة، وفي حلها إصلاح لجوانب عدة في حياتي، ومشكلتي لم أطرحها على أحد من قبل، وفضيلتكم أول من أعرضها عليه، فأرجو أن أجد التوجيه المثالي الشافي لديكم، وإن طال وقت الإجابة على الاستشارة شهورا، فأنا راض تماما بالانتظار، وسأكون شاكرا ممتنا لنصيحتكم، وكلما جاءت ذكراكم، فالدعاء - بإذن الله- مستمر دوما لكم في كل الأحوال، فهو أقل ما تستحقونه.
المشكلة كالآتي: معلوم أن الذكاء الفطري يتفاوت من شخص لآخر، وهو تفضل من الله على خلقه، ومن النعم العظيمة جدا، وأنا -الحمد لله- عقلي جيد وأفهم جيدا، والمشكلة أنني قليل الإنتاج والإبداع، وإن حددت، فحوالي 90% من أموري مكتسبة، وأنا قطعا لا أعترض على القضاء والقدر، لكني أحاول البحث عن حلول تنمي الذكاء وقدرة الإنتاج والإبداع لدي، فأغلب الحكمة التي عندي مكتسبة، وقدراتي العقلية قليلا ما تنتج بنفسها.
هذه هي المشكلة بشكل عام، وسأبدأ الشرح ببعض التفصيل:
لم أكن شخصا صالحا، وحاليا أحاول الالتزام، أحب القرب من الدين، ولا أحد من أصدقائي يود الإعانة على الالتزام الكلي، فأنا تقريبا وحيد في هذا الطريق، بعضهم يصلي ويفعل الخير، وبعضهم لا، والذي يصلي يترك أشياء كثيرة هامة، وأنا -بفضل الله- أحاول تطبيقها، أحيانا أسقط، و-بكرم الله- أرجع للصواب.
أريد هداية من حولي، وخدمة ديني، ونفع نفسي وغيري في أمور الدنيا والآخرة، ولكن يعيقني في كل جانب شيء:
في جانب الدين: أنا لم أدرس منهجا متكاملا، لكني أحفظ بعض أجزاء القرآن، وأعلم بعض الفتاوى، والمشكلة في هذا الجانب، هي عند نصحي لأحد أو حدوث موقف ما يتطلب استدعاء آية أو حديث، أجد عقلي لا يستطيع التذكر الفوري، فيحدث كثيرا أني أتذكر الآية أو الحديث أو ما أريد قوله بعد نهاية النقاش أو الموقف وترك المكان كليا، أو يحدث أني عند تذكر الآية أضطر للقراءة في ذهني من أول السورة بسرعة حتى أصل إلى الآية التي أريد الاستدلال بها! فهل هذا ضعف استيعاب أو بطء استيعاب؟
في جانب الدراسة: بعض الدكاترة الجامعيين يطلبون في المحاضرات تلخيصا لنقاط معينة، فيكتب هذا التلخيص في ورقة، ثم يخرج الطالب ليشرح لزملائه ما قد لخص، فأجد أحيانا نفسي لا أستطيع التفاعل بشكل متميز، وأحس غالبا أني غير مستعد!
أرجو منكم نصائح وتمارين أو توجيهات تربوية ودينية من خبرتكم أفعلها لتساعد -إن شاء الله- في تدريب العقل ليصبح إنتاجيا، ولديه سرعة استدعاء فورية للمعلومات التي أحتاجها.
أسال الله أن يبارك في عقولنا جميعا، وأن يجزيكم خير الجزاء في الدارين.
أشكركم كثيرا.