لم يتقدم لي أحد للزواج، وأنا قلقة من هذه الناحية ماذا أفعل؟

0 280

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله عنا خير الجزاء، أرجو ألا تحيلوني إلى استشارة أخرى فضلا.

أنا فتاة عمري 20 عاما, لم يتقدم لي أحد أبدا منذ أن ولدت إلى تلك اللحظة, أنا غير ساخطة بالعكس الحمد لله رب العالمين؛ فطالما رزقني الله ووهبني وأعطاني, وله في ذلك حكمة ومقصد وهو الرحمن الرحيم, لا أشك في ذلك وأتمنى أن يثبتني الله على حسن ظني به ويزيدني, لكن هذا الأمر يقلقني ولا أخفي عليكم أنه يكسرني.

أنا أعلم أن ذنوبي كثيرة, وأحيانا يخطر ببالي أن ذنوبي هي السبب في ذلك, ولكن يأتيني الجواب بإلهام أن الله رحيم, وأنه يرزق من يشاء بغير حساب, وبغير استحقاق للعبد, وأنه الرحمن الرحيم يرزق من لا يؤمن به؛ فكيف بمن آمن به وصدق؟

ثم يأتيني أمر آخر فيقول لي: إن الفرق أنني علمت الله فلم أؤد حقه, كل هذا ينصب لإجابة عن سؤال يقلقني لماذا لم يتقدم لي أحد؟ أنا لست فائقة الجمال، ولكنني مقبولة الشكل -والحمد لله-, وأيضا أحظى بحب الناس لي, حتى أنني أتمنى أن أتزوج شابا معي في الجامعة (معيد) يكن لي التقدير والاحترام, فيأتي الشيطان ليذكرني بأنه مثل غيره لن يأت, حتى أصبحت في حالة داخلية قلقة ومتوترة.

ناهيكم عما يوترني حين أفكر بأن أهلي وأقربائي يعلمون بهذا الأمر، وربما يشفقون علي أو يستغربون من أمري, حتى أن أبي قال لي ذات يوم عانس، وأيضا قال لي مرة أنني لن أفتح بيتا، وهذا الكلام يجرحني، ولكن لا يشككني بقدرة الله قط.

أنا لا أشتكي في رسالتي هذه، الشكوى لله وحده, ولكن من باب الأخذ بالأسباب, ومن باب سؤال أهل الذكر, قولوا لي ما العمل؟ كيف وأنا فتاة في العشرين من عمري أفرح وأسعد، ولا أقلق حيال هذا الأمر وهو أمر الزواج؟

أرجو الرد السريع جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الراضية العاقلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعجل لك الخير، وأن يصلح لك الأحوال، وأن يثبتك ويرضيك، ويحقق لنا ولكم الآمال.

كل أنثى جميلة بأخلاقها، ودينها، وحيائها، وربنا عدل وقد أعطى الجميع مائة بالمائة، ولكن هناك من أعطيت له سبعين بالمائة في الجمال وثلاثين فقط في العافية، وهناك من كان الجمال الأكبر في قوامها وتقاطيع جسدها، وأقل من ذلك في وجهها، ولكل واحدة من يبحث عنها ويفتتن بجمالها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، ولا تنزعجي فلكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره الوهاب، فاطمئني واشغلي نفسك باتباع السنة والكتاب.

ونحن من جانبنا ننصحك بما يلي: اللجوء إلى الله، والاشتراك في الأنشطة النسائية، والتجمعات ومواطن الخيرات، وإظهار ما وهبك الله من المميزات، وبذل الخير ومساعدة المحتاجات؛ ليكون في حاجتك رب الأرض والسموات.

والإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، والإكثار من "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فإنها استعانة، وذكر، وكنز، وحسن الظن بالله، وعمارة النفس بروح التفاؤل، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والإكثار من الأعمال الخفية والحسنات.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات