تقدمت لفتاة هادئة ومحترمة لكن لدي وساوس حول القبول بها

0 252

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو سمحتم أريد الاستشارة في أمر، وهو أني تقدمت لفتاة، وما ظهر لي فيها أنها هادئة ومحترمة، ذات حياء وودودة، وإخوتها ملتزمون، وأهلها طيبون، وهنا أمران:

1- أنا مقتنع بها عقليا؛ فهي محترمة، وبنفس المستوى العلمي والاجتماعي بشكل كبير، ولكن قلبي لم يتعلق بها، فهل أوافق على العقل وأترك القلب لعل الأيام أو العشرة تغيره، أم لا؟

2- عمرها 26 عاما (أصغر مني بشهرين فقط) وهذا ما يجعل عندي وساوس: أنها موافقة علي فقط؛ لأنها تخاف من كبر سنها، وليس عن اقتناع بي.

كما أن عندي وساوس أيضا على أن يؤثر ذلك في الإنجاب بعد ذلك، فما صحة هذه الوساوس؟ خاصة أني أخاف أن تنغص حياتي بعد ذلك بأن يلازمني شعور أني عندها زوج والسلام.

مع العلم أني -بفضل الله سبحانه وتعالى- صليت استخارة، وتركت الأمر يسير كما يريد الله -سبحانه وتعالى- وأسألكم الدعاء بظهر الغيب؛ لأني محتار في أخذ القرار.

آسف على الإزعاج، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسعدك في الدارين.

قد ذكرت أن الأخت على دين وخلق وأهلها كذلك، لكنك شاك في حبك لها دون أن تبين لنا سبب ذلك، فهل -مثلا- الأخت ليست بالجمال المطلوب، أم -مثلا- فيها عيب صرفك عنها، أم هذا الشعور اختمرك دون أن تعرف أسبابه؟

ونحن هنا ننصحك: إن كانت الأخت غير مرغوبة لديك، أو تشعر أن جمالها دون المستوى، أو أي صارف يصرفك عنها؛ فإننا ننصحك بتغيير الوجهة؛ حتى لا تظلمها بعد ذلك ولا تظلم نفسك.

وإذا كانت المرأة من الناحية العملية جيدة، والشعور لا تعرف له سببا؛ فاستعذ بالله منه، فقد يكون الشيطان خلفه.

أما الحديث عن السن والخصوبة وموافقتها لكونها كبيرة في السن: فهذا -أخي- حديث لا خطام له، ولا يستند على أصول ثابتة، نعم نحن نحفز الشباب أن يتزوجوا من أصغر منهم خمس سنوات، لكن هذا لا يعني أن الزواج من سن متقارب هو زواج فاشل، أو زواج مصلحة، مع العلم أن السن الذي ذكرته ليس كبيرا بحيث تفكر في هذا السبب.

الشاهد -أخي الحبيب-: لا بد أن تحسم أمرك وتعرف قصدك دون أن تلقي التردد الحاصل عندك على الغيب أو المستقبل، فالأعمار بيد الله، والأولاد رزق من الله عز وجل.

إننا نتمنى عليك أن تجلس جلسة مصارحة مع نفسك، وأن تكتب إيجابياتها وسلبياتها، وأن تنظر فيهما، فإن وجدت الإيجابيات أكثر، والرغبة عندك فيها زهيدة؛ فمن الآن -أخي الحبيب- لا تظلمها معك، ولا تظلم نفسك معها، والنساء غيرها كثير.

لا تدخل الزواج وأنت متردد، ولا توافق على زواج تحت أي نوع من أنواع الضغط، وأن تنسحب والفتاة بكر وأنت لم تتزوج خير لك من أن تعيش بين حالتين: إما الطلاق وضياع زوجك، وإما القبول على كره، نكرر لك -أخي الحبيب-: لا توافق على الزواج إلا وأنت راغب في زوجك، وتشعر أنها تعصمك من النظر إلى غيرها.

فإن كانت كذلك وكانت المرأة جميلة في عينك؛ فاستعن بالله، وتوكل عليه، ووافق على الزواج، واعلم أنك معان بعد الاستخارة؛ لأن من فضل الله عليك أن الاستخارة لا تفضي إلا إلى خير.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يكتب لك الزوجة الصالحة التقية النقية.

مواد ذات صلة

الاستشارات