السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة وأتمنى أن أدرس الطب، لكني أشعر بوجود سبب يعيقني وهو الاختلاط، فهل أكون آثمة إذا اختلطت بالرجال لطلب العلم؟ وما رأي العلماء؟ وما نصيحتكم؟
علما بأني متفوقة، ولدي شغف كبير بالطب، وأهلي يشجعوني على ذلك.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mi حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
علو همتك في طلب العلوم النافعة دليل على شرف نفسك، ونحن نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يجعلك نافعة لنفسك ولمجتمعك، مفتاحا للخير مغلاقا للشر.
طلب المرأة لعلوم الطب أمر محمود إذا كان فيما يحتاجها المجتمع فيه، لاسيما ما يتعلق بالنساء والأطفال ونحو ذلك من المجالات التي يحتاج المجتمع أن تكون الطبيبة فيه أنثى، وإذا تمكنت من الدراسة في هذا المجال مع الالتزام بالضوابط الشرعية؛ فإن في ذلك خيرا كثيرا تقدمينه لنفسك ولمجتمعك.
فإذا أحسنت النية، وقصدت بذلك رضا الله سبحانه وتعالى صار هذا العمل عبادة تقربك إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن لا بد من الالتزام بالضوابط الشرعية، كالتزام الحجاب عند الخروج، وعدم الخلوة بأحد من الرجال الأجانب، وعدم الخضوع بالقول عند التحدث مع الآخرين.
أما مجرد الاختلاط، فإن كان اختلاطا منضبطا بالضوابط الشرعية بأن تكون المرأة ملتزمة فيه بضوابط الحجاب الشرعي غير مختلية برجل أجنبي، فإن هذا القدر من الاختلاط يرجى -إن شاء الله تعالى- ألا يكون فيه إثم، ما دامت الفتنة مأمونة.
أما إذا كان الاختلاط يخل بشيء من تلك الضوابط فإنه محرم، وهو باب شر عريض وفساد كبير، وفتنة الرجال بالنساء والعكس من أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان، كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك في أحاديث كثيرة.
نرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون الرؤيا من الناحية الشرعية قد اتضحت لديك، وعلمت متى يجوز لك الإقدام على هذا النوع من الدراسة ومتى لا يجوز؟
نسأل الله تعالى لك التوفيق.