أعجبت بزميلي في الجامعة، فكيف أعرف أنه يبادلني الشعور ذاته؟

0 246

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة جامعية في السنة الأولى من كلية طب الأسنان، تعتبر الجامعة هي تجربتي الأولى مع الاختلاط بالأولاد، فقد نشأت في بيئة دراسية ليست قائمة على الاختلاط، -وأحمد الله على ذلك-.

منذ البداية وأنا لا أريد أن أختلط بالأولاد، ولا أريد أن تحدث معهم، وإن كان ذلك في مجال الدراسة، لأنني أخاف أن أعصي الله، ولم أنشأ على ذلك فهو ضد مبادئي نهائيا، حتى أنني أبتعد تماما عن الأماكن التي يوجد بها الأولاد في الكلية، وعلى نهاية الفصل الأول من الدراسة.

ذهبت أنا وصديقتي لنشتري أوراق مراجعة للمواد، لاقتراب موعد الاختبارات، وفي ذلك الوقت كان جميع المتواجدون في ذلك المكان من الفتيات، إلى أن جاء شاب وسألني: ما هي المواد التي تتوفر لها أوراق مراجعة؟ فأجبته باسم مادة واحدة فقط ثم أدرت وجهي، فقال لي: فقط؟ فذكرت له اسم مادتين، وكنت أجيبه بإجابات قصيرة، حتى لا أطيل معه الحديث وأعصي الله، ثم مشيت أنا وصديقتي، وإذا بذلك الشاب يقف أمامي ويطلب أن يرى الأوراق، ظنا منه أنها لمادة معينة، ثم ذكرت له أنها لمادة أخرى، ونصحته بألا يشتري بعض الأوراق، ولكنني سرعان ما بكيت بمجرد وصولي إلى البيت، لأنني شعرت أنني أطلت الحديث بنصيحتي له، وأنني قد عصيت الله، ولمت نفسي كثيرا.

في الفصل الثاني من الدراسة الجامعية، شعرت بارتياح نحو أحد الزملاء، إلى ان تذكرت أنه ذلك الشخص الذي سألني عن أوراق المراجعة في الفصل الأول، ولكنني لم أعرفه في البداية لأنني لم أكن أدقق النظر فيه، ولكنني أصبحت أهتم بالسؤال عنه، ومعرفة اسمه ومكان تواجده، حتى توصلت إلى معرفة العديد من المعلومات التي تخصه، ورأيت اهتمامه وحرصه على أداء الصلاة، وعدم اختلاطه بالفتيات من زميلات الدراسة، فزادني إعجابا به، ولكنني شعرت بأنني أعصي الله في مشاعري تلك تجاهه.

أصبحت أتقرب من الله كثيرا، وأهرب من الأماكن التي يتواجد فيها ذلك الشاب، واكتفيت بالدعاء له خاصة أثناء الاختبارات، لأنني مؤمنة بأن الحب دعاء، وأصبحت أنسى الدعاء لنفسي، على رغم أنني لا أشعر بالحب تجاهه، وما هو سوى اهتمام وإعجاب، إلا أنني لا أريد سوى الحلال.

كنت أكثر من الدعاء بأن يقربه الله مني، وأن يجعله خيرا لي، وعلى الرغم بأنني أستطيع أن أقربه مني بالكثير من الطرق التي باطنها الحرام، ولكنني لا أريد ذلك، لأنني على يقين بأن ما عند الله يدوم للأبد.

أشعر بأن قلبي أرهقه الاهتمام به، وفي ذات الوقت أريد أن أعرف إذا كان يبادلني نفس الشعور أم لا؟ وأختنق عندما أفكر به، وأشعر بأنني أعصي الله بمشاعري نحوه، وأريد حلا.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العفيفة الحيية- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لقد أسعدنا بعدك عن الرجال، وذاك ما يريده الكبير المتعال، وهنيئا لك بحسن الأخلاق والأعمال، ونبشرك بأن الحياء خير كله، وهو زاد لصاحبته في العاجل والمآل، وبه يحصل الصعود في سلم الكمال، وأرجو أن تعلمي أن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها، والرجل يهرب من المرأة التي تجري خلفه، وقد يجاملها ويلعب بعواطفها، لكنه لا يرضاها أما لعياله، وأمينة على داره وفراشه، وإن اضطر للارتباط بها، فإنه سيسجنها ويحتقرها، ويضيع عليها ويعيب عليه أن يثق فيها، والشيطان يذكره بضحكها مع الزملاء، وبتهاونها في حجاب شرعه رب الأرض والسماء، وكيف أنها كانت صيدا سهلا لنظراتهم.

ما حصل منك من كتمان لما في نفسك، والدعاء له بالخير، واللجوء إلى الله أمر جيد، ونتمنى أن لا تسيري مع تيار العواطف فإنه جارف، وسوف يشوش على دراستك، وربما كان معجب بك يبادلك المشاعر، وربما كان مرتبط بفتاة من أهله، وغير ذلك.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاستمرار على ما أنت عليه من البعد عن الشباب، فإن الاختلاط وبال وعار، والعافية لا يعدلها شيء، وسوف يأتيك ما قدر لك، فتقربي من الله وارفعي حاجتك إلى الله، وعمري قلبك بتوحيد الله وحبه، وانطلقي في محابك كلها من حب ما يحبه الله، ولا تقبلي إلا بمن طرق الباب وقابل أهلك الأحباب، وكان على الدين والاخلاق، وذلك هو الصواب، وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، وقد أسعدتنا إجاباتك المختصرة للشاب، وأفرحنا عدم تركيزك عليه عندما كلمتيه ونصحتيه، وكل تلك التصرفات مما يحببه والصالحين فيك، فحافظي على حيائك ووقارك، واسألي الله أن يوفقك، ويقدر لك الخير ويصلح بالنا وبالك، ونكرر الترحيب بك، ونتشرف بمساعدتك في قرارك، فأنت عندنا بمنزلة البنت والأخت، ويهمنا استقرارك.

وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات