السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة جامعية في السنة الأولى من كلية طب الأسنان، تعتبر الجامعة هي تجربتي الأولى مع الاختلاط بالأولاد، فقد نشأت في بيئة دراسية ليست قائمة على الاختلاط، -وأحمد الله على ذلك-.
منذ البداية وأنا لا أريد أن أختلط بالأولاد، ولا أريد أن تحدث معهم، وإن كان ذلك في مجال الدراسة، لأنني أخاف أن أعصي الله، ولم أنشأ على ذلك فهو ضد مبادئي نهائيا، حتى أنني أبتعد تماما عن الأماكن التي يوجد بها الأولاد في الكلية، وعلى نهاية الفصل الأول من الدراسة.
ذهبت أنا وصديقتي لنشتري أوراق مراجعة للمواد، لاقتراب موعد الاختبارات، وفي ذلك الوقت كان جميع المتواجدون في ذلك المكان من الفتيات، إلى أن جاء شاب وسألني: ما هي المواد التي تتوفر لها أوراق مراجعة؟ فأجبته باسم مادة واحدة فقط ثم أدرت وجهي، فقال لي: فقط؟ فذكرت له اسم مادتين، وكنت أجيبه بإجابات قصيرة، حتى لا أطيل معه الحديث وأعصي الله، ثم مشيت أنا وصديقتي، وإذا بذلك الشاب يقف أمامي ويطلب أن يرى الأوراق، ظنا منه أنها لمادة معينة، ثم ذكرت له أنها لمادة أخرى، ونصحته بألا يشتري بعض الأوراق، ولكنني سرعان ما بكيت بمجرد وصولي إلى البيت، لأنني شعرت أنني أطلت الحديث بنصيحتي له، وأنني قد عصيت الله، ولمت نفسي كثيرا.
في الفصل الثاني من الدراسة الجامعية، شعرت بارتياح نحو أحد الزملاء، إلى ان تذكرت أنه ذلك الشخص الذي سألني عن أوراق المراجعة في الفصل الأول، ولكنني لم أعرفه في البداية لأنني لم أكن أدقق النظر فيه، ولكنني أصبحت أهتم بالسؤال عنه، ومعرفة اسمه ومكان تواجده، حتى توصلت إلى معرفة العديد من المعلومات التي تخصه، ورأيت اهتمامه وحرصه على أداء الصلاة، وعدم اختلاطه بالفتيات من زميلات الدراسة، فزادني إعجابا به، ولكنني شعرت بأنني أعصي الله في مشاعري تلك تجاهه.
أصبحت أتقرب من الله كثيرا، وأهرب من الأماكن التي يتواجد فيها ذلك الشاب، واكتفيت بالدعاء له خاصة أثناء الاختبارات، لأنني مؤمنة بأن الحب دعاء، وأصبحت أنسى الدعاء لنفسي، على رغم أنني لا أشعر بالحب تجاهه، وما هو سوى اهتمام وإعجاب، إلا أنني لا أريد سوى الحلال.
كنت أكثر من الدعاء بأن يقربه الله مني، وأن يجعله خيرا لي، وعلى الرغم بأنني أستطيع أن أقربه مني بالكثير من الطرق التي باطنها الحرام، ولكنني لا أريد ذلك، لأنني على يقين بأن ما عند الله يدوم للأبد.
أشعر بأن قلبي أرهقه الاهتمام به، وفي ذات الوقت أريد أن أعرف إذا كان يبادلني نفس الشعور أم لا؟ وأختنق عندما أفكر به، وأشعر بأنني أعصي الله بمشاعري نحوه، وأريد حلا.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.