السؤال
السلام عليكم.
عانيت منذ عدة أشهر من غازات معوية، وتغير هيئة البراز من براز سائل إلى براز رخو إلى براز سميك وخشن نوعا ما.
ونظرا لكثرة جلوسي في الحمام، ولخشونة البراز بعض الأحيان؛ تكونت لدي بواسير ولاحظت كتلا منتفخة مؤلمة حول منطقة فتحة الشرج مختلفة السمك، ولاحظت إحدى الكتل حتى خرجت من الفتحة، وبدأت تكبر وتنتفخ حول الفتحة، كما أني ألاحظ عندما يكون البراز سميكا خيطا رقيقا متوسط الطول من الدم الأحمر الفاقع فوق البراز وليس مختلطا معه، ولا ألاحظ الدم حينما يكون البراز سائلا أو رخوا.
قمت باقتناء تحاميل ومرهم بروكتوكليفينول، ولاحظت تحسنا خفيفا بعد أسبوع، لكن الدم ما زال موجودا، فهل هذا الأمر عادي؟ وما احتمال أن يكون سرطان قولون لا قدر الله؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ورد في الاستشارة؛ فإن ما تعاني منه هو البواسير. والبواسير: هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج.
وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة، مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك، تبدأ بالتمدد والانتفاخ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.
البواسير من الأمراض الشائعة جدا، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.
أسباب الإصابة:
- الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.
- وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.
- الإصابة بحالات فشل الكبد، سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ ما يؤدي أيضا إلى البواسير.
- وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.
الأعراض:
وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير: حكة شرجية أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز، والشعور بكتلة عند فتحة الشرج.
وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.
أنواع البواسير:
- البواسير الخارجية؛ وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفا دمويا.
- البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادة غير مؤلمة ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:
درجة أولى: تبقى في المستقيم.
درجة ثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تعود عفويا.
درجة ثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب ردا بالإصبع.
درجة رابعة: تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.
علاج البواسير:
- مغاطس الماء الدافئة بمعدل 2-3 مغطس يوميا، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.
- حمية عالية الألياف لمكافحة الإمساك، تكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
- السوائل بكثرة؛ لمكافحة الإمساك أيضا، وخاصة عصير الفواكه.
- تنظيم وقت التبرز يوميا.
- الرياضة الخفيفة، وخصوصا المشي 20 - 30 دقيقة يوميا إن أمكن.
- المعالجات الموضعية؛ وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل: مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين، مراهم تحتوي على الكورتيزون، مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.
وعند فشل المعالجات السابقة؛ يلجأ إلى الجراحة مثل: الربط، أو الكي، أو باستئصال البواسير.
لذا؛ ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالجراحة العامة للكشف والعلاج.