السؤال
السلام عليكم
أنا شاب في التاسعة والعشرين من عمري, مغترب وأهلي أيضا، قمت بالخطبة عبر أهلي، وهم قاموا بالخطبة عبر الإنترنت, والمهم خطبت بنتا على غير قناعة بجمالها.
أقنعت نفسي وقلت سوف أستطيع استساغة جمالها, لكنني لم أستطع، وقد سجلت الزواج بالمحاكم، ولم أدخل بها ولكني أجد نفسي في هذه النقطة عندما تخلو بنا اللحظات معا بأنني لا أشتهيها، إنما ألزم نفسي إلزاما بالتقرب الجسدي منها.
أنا في حيرة خوفا من كلام الناس علي أو على عائلتي، وأخشى من الله بالطلاق من أجل الجمال!
حبذا لو تشيرون علي بالأفضل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يقدر لكم الخير ويبعد عنكم الشيطان، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الجمال جمالان: جمال في الظاهر وجمال في الباطن، وجمال الظاهر عمره محدود، لكن جمال الروح بلا حدود، وأرجو أن نؤكد ونذكر بأن كل فتاة جميلة، بل دعنا نقول: كل فتاة أعطيت مئة بالمئة، ولكن الفرق في توزيع الجمال، فهذه قد تعطى ثمانين في المئة من جمالها في وجهها، وأخرى قد تكون الثمانين بالمئة في قوامها ومشيتها وتقاطيع جسدها ووو ..فتأمل!
من هنا فإن الأشقياء في مسابقات ما يسمى بملكات الجمال يعطون درجات لكل جزء من الجسد، وقد يستغرب الناس كيف فازت فتاة وهناك من هي أجمل من وجهة نظرهم!
ابحث في زوجتك عما ذكرنا، وانظر إليها بعين الرضا، وضع أختك في مكانها، وأسرتك في مكان أسرتها، هل نرضى للأخريات ما لا نرضاه لبناتنا ولا لأنفسنا؟!
من المهم النظر إلى جمال الأخلاق والدين والأصل والأهل، وعذوبة الكلام، والفهم للحياة بمتطلباتها، والتفاعل والتواصل، واستمع إلى التوجيه النبوي، (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) واعلم أن الكمال محال، فكلنا ناقص بن ناقص، وكذلك الأمر في النساء.
وأرجو أن تعلم أن الشيطان قد يقبح الجميل، لأنه لا يريد لنا الحلال، ولا الزواج، والأمر كما قال ابن مسعود رضى الله عنه لشاب خشي أن يكره زوجته: (إن الحب من الرحمن وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم) فتعوذ بالله من عدو همه أن يحزن أهل الإيمان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله والقرار لك، ونحن نميل إلى تقبل الفتاة وفق التصورات الصحيحة للجمال، وبعد التعوذ بالله من الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه، ثم عليك بكثرة الدعاء والصبر، فإن العاقبة لأهله، وتذكر قول الله: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)