السؤال
أنا طالب في كلية الهندسة، كنت أعاني مثل الكثير من ذنوب الخلوات، ولكن كنت دائما أحاول التوقف وأقاوم، فأنجح أحيانا وأفشل أحيانا، لكن أخلاقي جيدة، والجميع يشهد بذلك.
أصبح لدي عدم ثقة في نفسي، وأرى نفسي قبيحا، وأشعر بأن لدي عيبا، وأن الناس تنظر إلي، وأعاني من الوساوس القهرية، وأحيانا الجاثوم (شلل النوم).
ليس لدي صداقات كثيرة، وأجلس لوحدي كثيرا، وأقضي أغلب يومي على اللاب توب الخاص بي، وغير دائم على الصلاة.
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوفقك في دراستك، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فكونك تحاول المقاومة ولا تستسلم لهذه المعاصي هذا يدل على أن فيك خيرا كثيرا، وأنك ستنجح -بإذن الله تعالى- في يوم من الأيام، خاصة وأنك تتمتع بأخلاق جيدة، فإن عملية النجاح إن حدثت مرة فمعنى ذلك أنه من الممكن أن تحدث كل مرة، ولكن تحتاج فقط إلى قرار صارم وقوي وملزم، ولن يستطيع أن ينقذ محمدا مما هو فيه إلا محمد نفسه، فأتمنى إن كنت تركت المعاصي لفترة من الزمن أن تحاول أن تأخذ قرارا بالتوقف عنها نهائيا حياء من الله وابتغاء مرضاة الله تعالى، خاصة وأن لديك القاعدة الجميلة الرائعة، وهي أن أخلاقك جيدة، وأن الجميع يشهدون لك بذلك.
أما فيما يتعلق بعدم الثقة بنفسك ونظرك إلى نفسك على أنك قبيح وأن لديك عيوبا: هذا كله من عمل الشيطان، لأن الشيطان يريد أن يشوه صورتك في نظر نفسك، ويريد أن يسقطك من عين نفسك؛ حتى يستحوذ عليك، لأن الإنسان ما دام عزيزا عند نفسه، وما دام له قيمة عند نفسه، فسيحافظ على هذه المكانة، أما إذا سقط من عين نفسه وأصبح لا يساوي شيئا أمام نفسه فسيكون من السهل عليه أن يفعل جميع المنكرات وجميع الموبقات وجميع المعاصي، على اعتبار أن نفسه قذرة وليست نظيفة.
لذلك لا بد أن تعلم أن هذه الفكرة فكرة شيطانية لا أساس لها من الصحة، فأنت -الحمد لله تعالى– تتمتع بصفات رائعة، ولا ينقصك شيء أكثر من القرار الذي تأخذه بالتوقف عن هذه المعاصي.
كونك تعاني من الوساوس القهرية وأحيانا الجاثوم: هذا معناه أنك تحتاج إلى رقية شرعية، ولذلك أنصحك –بارك الله فيك– بان تنام على طهارة، وألا تنام إلا وأنت متوضئ، وتظل تذكر الله تعالى حتى تغيب عن الوعي، وبذلك لن يأتيك هذا الجاثوم -بإذن الله تعالى-. لأن الشيطان –لعنه الله– عندما يعجز عن النيل من الإنسان وهو مستيقظ يحاول أن ينقل المعركة إليه وهو نائم، ولذلك كما ذكرت لك: أنت تحتاج إلى رقية شرعية، وتستطيع أن تستمع إليها إن لم يتيسر لك وجود راق في المكان الذي أنت فيه، فمن الممكن أن تستمع إلى الرقية الشرعية، وأن تجعلها تعمل من خلال اللاب توب بالليل وأنت نائم، بصوت مرتفع تسمعه، حتى تتطهر الغرفة -إن شاء الله تعالى- ولا يستطيع الشيطان أن يصل إليك بإذن الله تعالى.
كونك ليست لك صداقات كثيرة: ليس كل الصداقات جيدة حقيقة، وإنما بعض الصداقات مضرة فعدمها أفضل -بإذن الله تعالى- ولكن احرص على مصاحبة الصالحين عملا بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تصاحب إلا مؤمنا).
أنت تقضي أغلب يومك على اللاب توب الخاص بك، وهذا خطأ؛ لأنه لا بد أن تعلم أن اللاب توب هذا وسيلة للاستفادة، أما إن تركت نفسك له فإنه سيأخذ وقتك ويقضي على مستقبلك، وقد يؤدي إلى الوقوع في الحرام وأنت في غنى عن ذلك.
أنت غير دائم على الصلاة، وهذا أيضا خطأ كبير؛ لأن الصلاة تصلك بالله تبارك وتعالى وتجعلك قويا على مواجهة التحديات، فالصلاة صلة بين العبد وربه، فأنت عندما تقطع الصلاة كهذا الجيش الذي يقطع المدد عن الجنود، فأنت الآن عندما تريد أن تهزم أي جيش من الجيوش امنع الإمدادات عنه، وقطعا سيموت الجيش جوعا أو يضعف؛ وبالتالي سيسقط، فأنت عندما تترك الصلاة سيتمكن منك الشيطان وبكل قوة.
لذلك عليك بالمحافظة على الصلاة حتى وإن كنت غير خاشع في الصلاة، واصل الصلاة، واستمر عليها، وحافظ على الصلاة في الجماعة، واجتهد في ذلك –بارك الله فيك– وادع الله أن يعينك على المحافظة على الصلاة، وأن يعينك على التخلص من هذه المعاصي، وضع أمامك هدفا كبيرا أن تكون الأول على دفعتك، وأن تكون أستاذا جامعيا ولست مجرد مهندس عادي، وأنا واثق أنك ستنجح في ذلك.
هذا، وبالله التوفيق.