أغبط صديقاتي عند حديثهم بفخر عن آبائهم!

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني من مشكلة تؤرقني كثيرا، وأثرت علي في فترة سابقة، المشكلة هي كيفية تعاملي مع والدي، فهو غريب الأطوار، أحيانا يكون هادئا، وغالبا يغضب لأتفه الأسباب، كممازحتي لأختي الكبرى، عندها يرميني بأي شيء قد يكون أمامه، وهو بعيد عنا تماما، فلا أشعر أنه أبي، لا يكلمنا ولا يحادثنا حتى أثناء مرضي، فقط كل ما يفعله هو إيصالي للمستشفى.

أمي ذاقت منه كثيرا من الأسى هو وأمه وأخواته، كما أنه يتعمد فعل حركات تحرجنا أمام صديقاتي والجيران والأهل والحارة، ويقوم بحركات مقززة أمامي، ولا يتوقف عن فعلها إلا عندما أخرج من المكان الذي نجلس فيه، فهو يمارسها منذ 4 سنوات تقريبا، وكثيرا ما أكون جالسة خلفه، ولا يفعل أي شيء من هذه الحركات، فقط يفعلها حين ينتبه لوجودي، وكثيرا ما تكلم معه إخوتي الشباب، ولكنه لا يستمع لأحد.

أحيانا أفكر كثيرا بأنني أكرهه، ولكن أخاف من عقاب ربي بسبب هذا التفكير، وحاولت التقرب منه كثيرا، لكنه يواجهني بالصد دائما.

أغبط صديقاتي عند حديثهم بفخر عن آبائهم، وعند سؤالهم لي عن أبي أضطر للكذب لكي لا أحرج أمامهم، علما بأني أصغر إخوتي، فهل نفوري منه وعدم حديثي معه يعتبر من العقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hilah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحمدي الله أنك الآن في عمر تمييز ونضج وتفهم وتحليل، ونحن ننتظر منك أن تظلي كبيرة ببرك لوالدك، وبصبرك على ما يصدر منه وعنه، ولا مانع من تفادي ما يجلب لك الحرج، ونتمنى أن تستري على الوالد، واجتهدي في إسماعه ما يحب، واستفيدي من صبر الوالدة، واقتربي من أفراد أسرتك، وتفادي كل ما يغضب الوالد.

ولست أدري هل أنت وحدك من تعانين؟ وهل نستطيع أن نقول: إنك أنت الأقرب للوالدة؟ وهل فكرت في أن تسألي نفسك لماذا أخواتك أقرب إليه؟ وما هي الفروق بين تعامله معك ومع الآخرين؟ والهدف من هذه التساؤلات هي محاولة اكتشاف الأسباب لما يحصل، ونحن لا نقصد المقارنات، ولكن هدفنا الاستفادة من معرفة الفرق الذي يحدث الفرق.

وتذكري أن الشرع يريد منك البر للوالد مهما كان الوضع، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يغرس في نفسك شجرة النفور والكراهية لوالدك، وهذا بالطبع لا يرضي الخالق.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، ولا تحاولي معاملة والدك بالمثل، واقبلي منه القليل حتى يأتيك من الله الكثير، ولا تغتري بحديث البنات عن آبائهن، واعلمي أن لكل إنسان إيجابيات وسلبيات لأننا بشر، وكون والدك يذهب بك إلى المستشفى فهذا لا يخلو من الاهتمام، وننبه إلى أن أكثر الرجال لا يحسنون التعبير اللفظي عن حبهم، لكنهم يعبرون بالعطايا، وليتهم أدركوا أن الأبناء والبنات والزوجات بحاجة إلى التعبير اللفظي أيضا.

نشكر لك التواصل، وزادك الله برا وحرصا، ونفع بك بلاده والعباد، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات