السؤال
السلام عليكم
زوجي أستاذ في الجامعة، عمره 39 سنة، ويتعامل جدا مع البنات، وأنا عمري 28 سنة، وأكره ذلك، ودائما تحدث بيننا مشاجرات، حتى أني أفكر دائما بالطلاق، وهو يقول: هذا مجرد عمل وليس أكثر.
البنات ترسل له الرسائل على الإيميل: "أستاذي العزيز أرجو أن أكون عند حسن ظنك"، وهو لا يرد، ولكن أصبحت لا أطيق ذلك، حتى أني أصبحت أرفض طلبه عندما يرغب بمعاشرتي؛ لأنني أحس نفسي فارغة من الأحاسيس تجاهه، بينما نظراته وكلامه وجلوسه مع تلك البنات، وقد قلت له ذلك، ولكنه لم يعلق، وهو الآن لا يكلمني لهذه الأسباب.
أفيدوني من فضلكم، أنا في حيرة كبيرة جدا من أمري، فأنا أحب زوجي كثيرا ولي منه بنتان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tasnim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الغيرة على زوجك، ونتمنى أن لا تزيد عن حدها، واعلمي أن الغيرة المحمودة ما كانت في ريبة، وزوجك لا يرد على ما تكتبه الطالبات، فاحمدي موقفه، واقتربي منه، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، وثقي أن زوجك اختارك رغم تدريسه ومعرفته للكثير من الطالبات، فحافظي على مكانتك في قلبه، وأقبلي عليه، واهتمي بنفسك وبه.
وكم تمنينا لو قامت المعلمات بتدريس البنات ليتولى الرجال تدريس الأولاد، فالشريعة تباعد بين الرجال والنساء حتى في الصلاة، فتجعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، وتجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.
وأرجو أن لا تعطى الأمور أكبر من حجمها، ولا تتهمي زوجك، وتشكي فيه لمجرد رسائل تصله من طالباته، خاصة وأنه لا يرد عليهن، واعلمي أن المدرس قد يحتاج إلى أن يقول لمن تحسن أحسنت، وذلك لا يعنى أنه يحبها أو يميل إليها، ومن هنا تتجلى حكمة الشرع في إبعاد النساء عن الرجال، ولكننا لا نملك تغيير هذا الواقع بين عشية وضحاها، ونسأل الله أن يردنا إلى الصواب.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ولا ننصح بمجرد التفكير في زوجك الذي تحبيه، بل ندعوك إلى مزيد من القرب منه، وعليك أن تقبليه إذا خرج، وتسألي عنه بلطف إذا غاب، وتحسني استقباله إذا رجع، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وإياك وشدة الغيرة فإنها مفتاح الطلاق.
وقد أسعدنا تواصلك، ويفرحنا الاستمرار في التواصل والتشاور، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب.