السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، عمري 24، أعاني منذ زمن طويل جدا حالة من عدم التركيز والسرحان، وكثرة الخيالات، والتشتت الذهني، وعندما كبرت وبدأت أعمل في مجال السكرتارية وضحت هذه المشكلة بشكل أكبر، أصبح الخطأ المتكرر في العمل كثيرا وجليا وواضحا، وأصبح مديري يتململ مني بسبب كثرة أخطائي.
المشكلة أني أعرف التعليمات المهمة الموكلة لي، لكن عندما أبدأ العمل يسرح ذهني وعقلي، ولكن أستمر بالعمل بدون وعي، وأنجز الورقة -مثلا- وأراجعها وأمر على الخطأ وأقرؤه ولا أكتشفه إلا بعد تدقيق مديري وتحديده لي، وكم أحرج عندها، والله فكرت بالاستقالة أكثر من مرة نتيجة لكثرة ما عانيته من إحراج.
ما هي مشكلتي -بالله عليكم- أفيدونا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ساجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: ما ذكرته من أعراض تشابه أعراض اضطراب نقصان الانتباه وفرط النشاط، وهو يصنف ضمن الاضطرابات العصبية التطورية، وقد يستمر مع الشخص حتى الكبر. ولذلك ينبغي التأكد من ذلك بمراجعة أقرب طبيب نفسي؛ لكي تطمئن على صحتك، فهناك بعض الاختبارات النفسية يمكن الاستعانة بها في التشخيص.
قبل ذلك يمكن سؤال الوالد أو الوالدة عندما كنت صغيرا هل كنت كثير الحركة؟ وفي المدرسة هل كانت هناك شكاو من المعلمين بسبب سلوكك؟ والآن هل تعاني من ضعف التركيز؟ وهل لديك مشكلة في انتظار دورك؟ وهل تعاني من إكمال التفاصيل في أي عمل يوكل إليك؟ وهل لديك اندفاعية أي تتصرف دون التفكير في المهمة، وما يترتب على ذلك، أو تجيب على السؤال قبل أن تعرف ما المقصود؟ وهل لا تحتمل تأجيل إشباع حاجاتك ورغباتك الحياتية؟
الإجابة على هذه الأسئلة إذا كانت بنعم فربما يكون مؤشرا إلى أنك تحتاج لمزيد من الفحص والتشخيص. والعلاج الدوائي ربما يكون هو الأنسب في إزالة كل الأعراض التي تعاني منها إذا ثبت التشخيص المحتمل.
كما أن اضطراب المزاج قد يحدث أيضا عدم التركيز، فهل مزاجك مستقر وتستمتع بالحياة كما يستمتع بها الآخرون؟ وهناك أيضا أسباب أخرى تؤدي لضعف التركيز مثل ممارسة العادة السرية بكثافة، وكذلك القلق والتوتر.
أقترح عليك مقابلة أقرب طبيب نفسي؛ للتأكد من ذلك، ومن ثم العلاج.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.