السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، أعاني من الاكتئاب منذ فترة طويلة؛ بسبب طفولتي السيئة، حيث أني كنت أتعرض للضرب من قبل أمي، وترك أبي لنا، وكره أمي له، والذي تحول إلى إساءة لي ولدراستي، والخوف من الزواج.
أصبحت انطوائية وغير اجتماعية، وعدم المقدرة على التعامل مع الجنس الآخر، أصبحت أفكر في الانتحار منذ أكثر من خمس سنوات، ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، وأنا أريد أن أتعالج من الاكتئاب، أبكي كثيرا، وأعاني من السرعة في ضربات القلب، واضطراب في الجهاز الهضمي، وضيق التنفس، وتزداد الأعراض سوءا أيام الامتحانات، أو التوتر الشديد.
أريد دواء دون استشارة طبية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bosy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مع تقديري الشديد لما مررت به من ظروف سيئة وأنت طفلة من ترك والدك لك، فكما ذكرت ترك مرارات شديدة عند أمك، وانعكس بدوره على معاملتها لك، فواضح أنها أيضا كانت تحت ضغط نفسي ما، فنلتمس لها العذر، ولكن بالرغم من هذا أرجو ألا تكوني أسيرة للماضي، أنت ما زلت صغيرة، عمرك 21 سنة، وكما ذكرت فإنك ما زلت في مرحلة الدراسة.
وواضح أنك تعانين أحيانا من توتر نتيجة لما مررت به من صعوبات في الطفولة، ولكن لا أعتقد أنه اكتئاب نفسي شديد - من الأعراض التي ذكرتها - يحتاج إلى علاج بالأدوية، فقط يحتاج إلى أن تنظري إلى الناحية الإيجابية في نفسك.
معظم الناس مروا بتجارب في حياتهم، وأحيانا يقال يولد الإبداع من رحم المعاناة، فأحيانا معاناة مرة وقاسية، لكنها قد تفجر في الشخص الطاقات.
لا تكرهي الزواج، ولا تكرهي الجنس الآخر، ولا تحكمي على تجربة أمك مع أبيك بأن تغيري مستقبلك، فادعي الله أن يرزقك زوجا صالحا يعوضك ما فاتك، والتفتي إلى دروسك، وحافظي على صلواتك، وحافظي على قراءة القرآن والذكر.
أنا بأمانة شديدة لا أستعجل عادة في كتابة الأدوية النفسية لمرضاي، خاصة إذا كان هناك مسببات ومشاكل: التغلب – كما ذكرت – على المشاكل بالنظر إلى الأشياء الإيجابية، بالهوايات، وكما ذكرت بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار -إن شاء الله تعالى- تتغلبين على هذا.
وفقك الله وسدد خطاك.