السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمي عمرها 54 سنة، مصابة بمرض التصلب اللويحي منذ 2007، والمرض الآن في مراحل متقدمة، حيث أنها ﻻ تستطيع مغادرة مقعدها إلا إذا حملناها حملا، وطبيبتها كانت تعطيها دواء لوليس سوليمدرول، كل شهر لمدة 3 أيام، وأخبرتها أن الانترفيرون لا ينفعها، بما أنها تجاوزت مراحل المرض الأولى.
الآن وبعد أن قامت أمي بمسح الرنيني سكانيير، أخبرتها الطبيبة أنها ﻻ تحتاج إلى أي دواء، ولن يفيدها شيء إﻻ الرياضة.
السوليمدرول كان يفيد أمي، لكنها رفضت وصفه لها؛ لأنه لن يفيدها، بل يصيبها بأمراض أخرى كالسكري، وأمي تمارس تمارين رياضية بشكل يومي من قبلنا، وقبل مختصة، وتتناول دواء ليريكا 300 يوميا، وليوريزال 6 حبات يوميا، ولاروكسيل 15 قطرة يوميا، وتأخذها بشكل يومي، وبكميات حددتها الطبيبة.
قرأت عن حمية تدعى حمية باليو، وأن امرأة شفيت من المرض بفضل الحمية الغذائية، وأمي بدأت بتلك الحمية منذ دخول شهر رمضان المبارك، ونرجو أن نرى تأثيرا إيجابيا له.
سؤالي: ما رأيكم في هذه الحمية وقرارات الطبيبة؟ وما هي آخر اكتشافات المرض، وما قد يفيد أمي؟
أرجوكم ساعدوها في الشفاء، كما نرجو منكم الدعاء لها، جزاكم الله كل الخير، المعلومات المرفقة تخص أمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالنسبة للتصلب اللويحي فإنه مرض مناعي، أي أن الجسم يشكل مضادات ضد غشاء المايالين الذي يغطي الألياف العصبية، وبالتالي فإن هذا يسبب زوال هذا الغشاء واضطرابا في وظيفة الألياف العصبية، وهناك العلاجات المتعددة، ومنها سوليوميدرول الذي كانت تتعالج به، والأدوية التي تتناولها الآن هي علاجات للمضاعفات، وهي تخفف lk تقلص العضلات والانكماش الذي يمكن أن يحصل في العضلات والآلام.
وعلى الرغم من العلاجات حديثة للمرض، إلا أن هناك العديد من الحالات إما أن تستجيب بشكل بسيط أو لا تستجيب، وبالتالي فإن بعض الحالات ستزداد الحالة فيها سوءا، أو لا يحصل تحسن ملحوظ، وتستقر الحالة حتى مع العلاج بالأدوية، مثل الإنترفيرون.
ويعتبر الإنترفيرون وجلاتيرامير اسيتات الخط العلاجي الأول، إلا أن العلاج المبكر وطويل الأمد من الأمور المهمة لمنع تكرر حالات نشاط المرض، وأنت ذكرت أن الطبيبة قد راجعت صورة الرنين المغناطيسي، وأن رأيها أن الوالدة لا تحتاج لأية أدوية أخرى، سواء العلاج الطبيعي، أو العلاج بالأدوية التي تتناولها، وهي أدرى بحالتها، والذي عليها هو المتابعة مع الطبيبة المشرفة، والاستمرار في أخذ الأدوية التي وصفت لها.
أما بالنسبة لحمية باليو paleo فهي تعتمد على تناول الأطعمة التي كان يتناولونها الذين يعيشون في الكهوف، من لحوم ومكسرات وفواكه برية، ونظرية هذه الحمية أن مورثات الإنسان الموجودة فيه منذ الإنسان الأول لم تتأقلم مع التغيرات الغذائية في العصر الحديث؛ ولذا فإن العودة إلى أطعمة العصر الأول للإنسان على الأرض يمكن أن تشفي الإنسان من الأمراض التي لم تكن موجودة في السابق، ومن ضمن الأطعمة التي يتجنبونها هي الحليب ومشتقاته، ومن ينتقدون هذه الحمية يرون أن هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحصل نتيجة التزام الإنسان بهذه الحمية نقص الكالسيوم، والذي يمكن أن يسبب هشاشة العظام.
على كل حال يجب أن تستمر على الأدوية، ويمكنها تجربة هذه الحمية لعدة شهور، وتقيم الوضع، فإن كان هناك تحسن فإنه يمكنها متابعة الحمية، مع إجراء تحاليل دورية؛ للتأكد من عدم وجود أية مضاعفات.
نرجو من الله لها الشفاء والمعافاة.