لدي غيرة شديدة على محارم الناس، هل يعتبر هذا مرضاً؟

0 330

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 25 سنة، جامعي وعاطل عن العمل وأعزب.

أنا لا أعرف اسم المرض الذي حل بي، فأنا اسم مرضي الغيرة على غير المحارم، فعندما أرى امرأة في التلفاز أو أرى جارتي، وعندما يتحدث أخي عنها أو عن جمالها أحس بغيرة شديدة، كأنه يتكلم عن زوجتي.

كنت في السابق محترفا في برامج الكمبيوتر، وجاءتني عقدة من التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك والتويتر، لأن أغلب الناس يضعون صور نساء جميلات، ومقاطع أنا أعرف أنه ليس كل صفحات التواصل الاجتماعي يوجد فيها صور ومقاطع، لكن أغلبها.

جاءتني عقدة من الجوالات الذكية، لأنه يسهل الولوج إلى الصفحات والصور ومقاطع الفيديو، مثل الواتس أب وبرامج تغيير الآي بي، لتفتح المواقع الخليعة، حتى عندما أرى شابا يمسك في يديه جوالا ويبتسم أقول في نفسي لماذا يبتسم؟ ممكن يتحدث مع فتاة جميلة!

هذه الحالة تطورت معي كلما تطورت التكنولوجيا، والمشكلة أن التكنولوجيا تتطور سريعا يوما بعد يوم، حتى الآن أخي يريد أن يقوم بشراء جوال من النوع الذكي، وأنا لا أريد أن يشتريه بسبب أن أخي هداه الله يحب أن يدخل إلى المواقع الخليعة، ويشاهد صورا ومقاطع للفتيات، وهذا يشعرني بالغيرة والحقد على أخي، ليس خوفا من الله أستغفر الله، ولكن حاجة في نفسي لا أعرفها.

كيف إذا قام بشراء جوال من النوع الذكي وأغلق على نفسه الباب فأقول في نفسي ما الذي يفعله بالداخل؟! علما أن أخي أكبر مني ب7 سنين، وصلت لحالة من الهم والضيق، وأتمنى الموت.

علما أني لا أستطيع التحدث عن هذا المرض أمام أحد، لأني أشعر بالخجل ولا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي، كي أتعالج، لأن تكاليفه عالية.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا باسم المرض، وكيفية العلاج منه، لكي أعيش حياة طبيعية.

علما أني كنت سابقا من متابعي الأفلام الخليعة، وهل هذا بسببها أم أنه عقاب من الله عز وجل، وأنا أحاول الابتعاد عنها وأنا شخص شبه ملتزم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الغيور- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح للأمة الأحوال، وأن يبعد نساءنا عن التبرج، ويجنب شبابنا فعل الفساق الجهال، وأن يحقق لنا جميعا في طاعته الآمال.

الغيرة فضيلة والفضيلة لا تتجزأ والمسلم يغار على محارمه، وعلى المسلمات، وليس أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش، والغيرة منها ما هو ممدوح ومنها ما هو مذموم، والممدوح منها ما كان في ريبة والمذموم منها ما كان في غير ريبة، والغيرة من صفات الكمل من الرجال، والديوث هو من يقر الخبث في أهله.

رغم أن الغيرة تشتد في حق المحارم والزوجة؛ لأن فيها مزاحمة فيما حقه الاختصاص، إلا أن الغيرة على كل المسلمات مطلوبة، فلست أدري لماذا تسميها مرضا إلا إذا كنت تقصد ما يتبعها من سوء ظن وشكوك في الناس، بل وسوء الظن حتى بمن يغلق عليه بابه أو يشترى جوالا حديثا.

من هنا فنحن نقترح عليك أن تهتم بالنصح للشباب بطريقة عامة، حول خطورة التهاون في أعراض الناس، وإذا وجدت من يفعل المنكر ويقع في حدود الله، فعندها يتأكد الواجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى)، ولاحظ عبارة (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) إن كان ذلك ممكنا دون الوقوع في منكر أكبر، فإن لم يستطع فبلسانه، أيضا بالضابط المذكور، مع ضرورة بذل المجهود، والوصول إلى من يمكن أن يغير ويوجه، فإن لم يستطع فبقلبه، والتغيير بالقلب ليس عملا سلبيا، بل هو رفض للمنكر، ونفور منه وهجران لمجالسه وأماكنه، وإظهار لعدم الرضا به، وأحسن من ذلك الغضب لله ولحرماته.

إن لم يفعل من شهد المنكر أو رآه، ففي الحديث إضافة للتأمل (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالاستمرار في الغيرة على محارمك وعلى حرمات المسلمين، وعلى أوامر الدين، وادع لنا ولنفسك بالهداية والثبات.

ونسأل الله التوفيق والهداية والقبول.

مواد ذات صلة

الاستشارات