السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 18 سنة، قبل بلوغي -أي كان عمري أصغر من 14 سنة، لا أذكر بالضبط-، سرقت ثلاث مرات، مرة من سوق، ومرتين من بيت أقربائي، وكلها أشياء لا قيمة لها، مجرد لعبة وشنطتين، وقد تبت إلى الله بعدها، بعد أن غضب مني والداي.
سؤالي: هل يجب علي إرجاع الأشياء التي سرقتها، أو طلب السماح من أصحابها؟
مع العلم أن أقربائي في دولة أخرى بعيدة عنا، والمحل ربما تبدلت بضائعه بعد كل هذا الزمن، وبعض الأشياء التي سرقتها قد ضاعت، وأنا أخاف العقاب والفضيحة، وضميري يؤنبني.
أجيبوني رعاكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
ما فعلت -أيتها البنت العزيزة- من أخذ هذه الأموال قبل البلوغ لا إثم عليك فيه؛ لأنك حينها لم تكوني مكلفة، والإثم مرفوع عنك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : (( رفع القلم عن ثلاثة ومنهم وعن الصبي حتى يحتلم )).
فهوني على نفسك، ولا داعي لكل هذا القلق، فلا إثم عليك فيما فعلت، ولكن يجب عليك رد هذه الأموال إلى أهلها، بأي طريقة توصلت بها إلى ذلك، وما لا يوجد بنفسه فإن الواجب رد قيمته ما دام يمكن إيصال هذا المال إلى أهله وذويه، ولا يلزمك إخبارهم بأنك سرقته منهم، بل يمكن أن يقدم إليهم كهدية، أو يرسل به إليهم، أو نحو ذلك من الأسباب التي بها يوصل بها المال إليهم ولو كان خفية.
فبهذا تعلمين أن الأمر هين سهل -بإذن الله تعالى-، ومن لا تستطيعين إيصال المال إليه لعدم علمك به وبمكانه فإنه يكفيك -بإذن الله تعالى- أن تتصدقي بهذا المال بنية الثواب له.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.