السؤال
لقد أدمنت استنشاق الغراء لمدة 3 سنوات، ولقد سبب لي أضرارا، منها: طنين الأذن، وتشنجات -أظنه مرض الصرع- وضعفا في التركيز؛ بحيث عندما أركز على شيء يظهر لي ضبابا.
هل إدمان الغراء يسبب التصاق الخلايا ببعضها عند استنشاقه؟ وهل كثرة شرب الماء تطرد هذه السموم من الجسد؟ وما هي المدة الكافية للعلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ morino حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الإدمان معروف، وهو يندرج ضمن الإدمان على المواد الطيارة، مثل: البنزين، ومواد اللصق، والدهانات، وجميعها تحوي على حلقة البنزين, ومعظم هذه المواد التي يدمنها الشباب الصغار (لرخص سعرها، ولتوفرها في المجتمع بدون حظرها كمواد مخدرة) عادة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتثبطه، ويمكن أن تسبب حالة تسمم حاد.
المادة المستنشقة تصل إلى كل أعضاء الجسم في خلال فترة تتراوح بين (١٥ و٤٥) دقيقة، ويستمر تأثيرها من ساعة إلى ساعتين، وتسبب فقد القدرة على التقييم السليم للأمور، والمسافات، والزمن، وفقد القدرة على التكيف، والتناغم العصبي العضلي، بالإضافة إلى احتمال حدوث فشل في الجهاز التنفسي، وسعال، والتهاب الأنف، وحدوث نزيف منها، وغثيان وقيء، وصداع، ودوخة، مع فقد السيطرة على الجسم، والتصرفات، والسلوكيات، وانخفاض في ضغط الدم، وزيادة في سرعة التنفس، وزيادة عدد نبضات القلب غير المنتظمة، إلى جانب حدوث صداع، واضطراب في الرؤية، ويصل الأمر في بعض الحالات إلى الوفاة المفاجئة.
هذه الأنواع من المستنشقات يكون تأثيرها الأساسي والفوري على المخ، وعلى عقل الإنسان وتصرفاته، فالمدمن غالبا ما يشعر بالخوف والاضطراب؛ مما يجعله دائما في حالة من العدوانية، والسلوك الغريب والعنيف، وأحيانا يصاب المدمن باكتئاب شديد. وقد يحصل الطنين -كما في حالتك- لإصابة الطرق العصبية السمعية بالضرر من هذه المواد المخدرة.
لا تسبب هذه المواد التصاقا في الخلايا العصبية، فتأثيرها الناتج عن استنشاقها لا علاقة له بخاصية لصق الأشياء التي يتميز بها الغراء، وإنما بالتأثير الكيميائي المدمر لهذه المواد الطيارة على الخلايا العصبية.
الحل ليس في شرب الماء، وإنما في الإقلاع الفوري عن الاستنشاق، ويجب استشارة العيادات التخصصية في الإقلاع عن الإدمان؛ لمساعدتك في هذه العملية.
يبدأ الجسم بنفسه في ترميم ما يمكن ترميمه، وقد تستمر عملية الترميم الذاتي والتخلص من السموم أشهرا حتى يعود الجسم لحالته الطبيعية, وأما الخلايا العصبية التي قد تم تدميرها بالكامل في الدماغ أو الطرق العصبية فلا يمكن لها أن تتجدد, ويبقى الأمل في الله ألا تكون هذه الفترة التي استخدمت فيها هذه المواد بإدمان شمها، أو الكمية التي استخدمتها كافية لتدمير الخلايا العصبية بشكل كامل.
بكل الأحوال الإقلاع عنها اليوم خير من غد، وعلى الأقل تكون قد أوقفت الضرر عن جسمك الذي منحك إياه الله تعالى، وحرم عليك الإضرار به.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.