السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 18 سنة, أمارس الرياضية يوميا لمدة ساعتين أحيانا، وأعاني من ألم في ركبتي اليسرى في حال ثنيها أو مدها أشعر بأنها تخرج صوتا كالطرقعة، وعند المشي أشعر بهذا الصوت أيضا مع الشعور بثقلها.

أتضايق عند استخدام الدرج، فأشعر بأن الألم يصعد إلى الفخذ الأيسر، والإصبع الرابع في قدمي الأيسر يحدث نفس صوت الطرقعة مع كل خطوة أخطوها لفترات بشكل يومي، ولكن بدون ألم، وأحيانا أشعر بألم في ساقي اليمنى, فما تحليلكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الاسلامية.

إن الطقطقة أو الفرقعة في المفاصل، أو في المناطق القريبة من المفاصل ليس لها دلالة مرضية، إلا إذا كانت تترافق مع الألم داخل المفصل، لذا فان الطقطقة في الإصبع ليست بالضرورة أن تكون من منشأ مرضي.

أما بالنسبة للركبة، فإن لم يكن هناك مرض سابق على الركبة، وتكون الآلام معظمها عند الثني، فيكون السبب هو ليونة غضروف صابونة الركبة chondromalacia patella، فالغضروف الداخلي للصابونة يساعد على امتصاص الصدمات، وتأمين حركة سلسلة لصابونة الركبة عند المشي، وصعود الدرج، وغير ذلك من الأعمال اليومية.

أما عند حدوث ليونة الغضروف، فإن هذه الطبقة الغضروفية تصبح رقيقة ولينة، ويحصل نوع من الخشونة في سطح الصابونة الداخلي، وبذلك فإن المريضه تشعر بآلام في مقدمة الركبة، وخلف صابونة الركبة، خصوصا عند صعود الدرج، وعند الجلوس في وضعية القرفصاء، وعند الجلوس في وضعية التربيعة، وعند الصلاة، هذه الآلام قد تزداد مع مرور الوقت، وتصبح مزعجة، وتكون نواة لمرض خشونة الركبة.

هذه المشكلة عادة ما تنشأ نتيجة الاستخدام الخاطئ للركبة كالجلوس على الأرض لفترات طويلة، أو زيادة الوزن، أو ضعف عضلات الركبة، أو كنتيجة إصابة مباشرة لمقدمة الركبة، وعادة ما يصيب الشباب الذين يمارسون الرياضة، وخاصة بعض الرياضات مثل كرة القدم، والتنس، والجمباز، وكرة السلة، وكرة الطائرة، ويكون الألم بعد جلوس القرفصاء أيضا.

يتم التشخيص بالفحص الطبي وإجراء صورة شعاعية، وبالنسبة للتشخيص فإنه يكون بعد الفحص السريري، والأشعة السينية وقد يرى الطبيب إجراء صورة الرنين المغناطيسي التي تظهر بوضوح تام حجم الإصابة في الغضروف.

أما العلاج فيكون بتجنب الأوضاع التي تزيد من آلام الركبة، كوضعية القرفصاء والتربيعة، والتقليل من استعمال الدرج لبعض الوقت، ويتم الطلب من المريض التخفيف، أو حتى التوقف عن التمارين الرياضية لعدة أسابيع، ثم بعد أن تخف الآلام، فإنه يمكن العودة للتمارين، وممارسة الرياضة تدريجيا.

يتم وضع كمادات باردة على الركبة مرتين إلى ثلاث لمدة 10 دقائق، وعلاج طبيعي لتقوية عضلات الفخذ المحيطة بصابونة الركبة، والهدف من هذه التمارين منع الحالة من التطور، كذلك يمكن استخدام الأربطة الطبية مؤقتا، والأدوية المضادة للالتهاب والأدوية المسكنة للآلام عند اللزوم.

أما التدخل الجراحي فنادرا ما يلزم، ويكون في شكل منظار للركبة لإزالة أي خشونة في سطح الغضروف، لذا يفضل مراجعة طبيب مختص بالعظام، إن استمرت الحالة ولم تتحسن بالاجراءات التي تم ذكرها.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.