السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر (23) سنة، تقدم لي أكثر من عشرين شابا في الفترة الماضية، وفي كل مرة يكون المتقدم شابا جيدا خاليا من العيوب، ولكن قبل المقابلة تحدث مشكلة في بيتي أو ظرف فيذهب الشاب ولا يعود مرة أخرى، وفي المرة الأخيرة دعوت الله كثيرا حتى تمت الخطوة الأولى، وأتت والدته لرؤيتي وأعجبت بي، وحينما طلبت موعدا لرؤية ابنها تدخلت إحدى أقاربنا وأنهت الموضوع بالكامل.
لا أعلم هل ما يحدث لي أمر طبيعي! فقد تعلق قلبي بالشاب الأخير الذي تقدم لي، بسبب ما سمعت عنه دون رؤيته، لم يعد باستطاعتي النوم، أو التمتع بأي شيء، كل ما يشغل بالي هو الزواج، لأنني لا أريد أن أقع في الحرام في تفكيري، ولا أريد أن أضطر للتحدث مع الشباب حتى يقسم الله لي الزواج، لا أريد أن أكون العلاقات الخاطئة كما تفعل بقية الفتيات.
كلما رأيت إحدى صديقاتي مع خطيبها أو مع زوجها أدعو لها، وبداخلي أشعر بالنقص والوحدة، خصوصا وأن كل صديقاتي تمت خطبتهن أو تم زواجهن، وأصبحوا لا يرغبون في التحدث معي كثيرا، حتى لا أحسدهم، فأنا من بقيت بلا زواج، لم يعد لي شخص أشاركه حياتي، ولذلك أريد الزواج، ماذا أفعل؟ مع العلم أنني دائمة الدعاء، وأصلي صلاة الحاجة، وأشعر في بعض الأحيان بأنني أعاني من أعراض المس.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقك بزوج صالح مصلح تتحقق به ومعه الآمال.
لا شك أن كثرة مجيء الخطاب دليل على تميزك، وقد أحسنت بالتوجه إلى ربك، وقد عرفت طريق الخير فالزميه، واستعيني بالله وتوكلي عليه، وثقي بأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده، وثقي بأن الخاطب المناسب سوف يأتي في الوقت الذي قدره القدير، وهنيئا لك بسلامة الصدر، وإرادة الخير لصديقاتك، وتذكري أن نعم الله مقسمة، وليس كل متزوجة سعيدة، ولكل أجل كتاب، فتوجهي إلى الوهاب، واثبتي على الخير والصواب، ولا يحملك تأخر الخطاب إلى السير في طريق الخطأ والهوان والعذاب، لأن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، والرجل لا يحترم المرأة التي تقدم له التنازلات وتبادله الضحكات.
وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالمحافظة على الأذكار وعلى قراءة الرقية الشرعية، واحرصوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، ونتمنى أن لا تعطوا مجالا للتدخلات، ولا تقولوا لمن يطرق الباب لقد تقدم قبلك كذا وعشرون، فإن ذلك لا يشجع على الإكمال، واشتغلي وقتك بالطاعات، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرفعك عنده درجات.
سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يوفقك.