السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على هذا الصرح الجميل والمفيد، جعله الله في ميزان حسناتكم. أنا عضو جديد، وأتمنى أن نستفيد وتستفيدوا منا.
أنا أشعر بحالة أشبه بالغريبة، أتتني قبل أكثر من سبع سنوات، وهي عبارة عن شيء غريب في القلب، أو نبض غريب، وليس مؤلما، إنما مزري، حيث شعرت أن الموت قد دنا، وشعرت بشيء غريب في جسمي كاملا، وضيق صدر، وخوف، ورهاب شديد، ولم يستمر طويلا إنما ثوان معدودة، وتناسيته تلقائيا.
ولم تأت فترة إلا بعد سنة تقريبا، ومن ثم دخل القلق ولازمتني، وذهبت وعملت فحوصا للقلب، وتخطيطا، وأشعة للصدر، وطلعت سليمة -ولله الحمد-، وهذه قبل سنوات، وبعدها لم أسترح، وظللت في نفس حالتي، ولازمت البيت ستة أشهر لم أخرج منه منتظرا ما كتبه الله.
وبعدها تمالكت نفسي وعشت حياتي بالرغم من وجودها، حيث إني لا أصدق أني أعيش بعد كل مرة تأتيني فيها، والآن زاد الوضع سوءا؛ حيث أني أشعر بضيق صدر، وأعراض مزعجة، وانتفاخات في البطن، ويزداد الضيق عند الاستلقاء على الظهر، وعند الوقوف من الجلوس، علما بأني تعرضت لضربة قوية في الصدر، لكنها ذهبت، والألم في الصدر يأتي في المنتصف، وأشعر بضيق نابع من القلب، ونغزات في القلب بسيطة، لكنها مزعجة.
هذا أقل ما يمكنني وصفه، ولكم التحية على عملكم الإنساني، وأرجو المساعدة؛ لأن الحالة لا تطاق. وهل أمراض القلب يمكن أن تصمد أكثر من خمس سنوات دون علاجها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
إن ما حصل معك أول مرة منذ عدة سنوات هو تسارع في ضربات القلب، وهناك عدة أنماط لتسارع القلب، منها ما يسمى بـ (التليف الأذيني) و(التسارع الجيبي) و(تسارع ما فوق البطيني) و(البطيني) أي أنها عدة أنماط، وكلما زاد عدد ضربات القلب؛ فإن الأعراض تكون شديدة، وقد يحس الإنسان وكأن روحه تنتزع منه، مع الإحساس بالضيق في الصدر، وأحيانا الدوخة والإغماء إن كان التسارع شديدا، ثم يختفي خلال ثوان أو دقائق، وعندما يصل الإنسان إلى الطبيب أو المستشفى تكون الأعراض قد انتهت، ولذا فإن الأطباء يلجؤون إلى وضع جهاز (هولتر) لتخطيط القلب على مدى (24) إلى (48) ساعة، إلا أن هذا قد لا يظهر التسارع ونوعه -إن لم يحدث التسارع خلال وضع الجهاز-.
وطبعا مثل هذه التجربة تكون مخيفة للإنسان -كما حدث معك- إلا أن الإنسان لا يعرف متى تأتي مرة أخرى؟ وفي كثير من الأحيان لا يكون هناك أي سبب، إلا أن الأطباء يقومون بإجراء تحاليل للدم، وللغدة الدرقية، وتخطيط القلب، وإجراء إيكو للقلب، وكما ذكرت فقد لا يكون هناك أي سبب عضوي، أي أن عضلة القلب والصمامات والشرايين تكون سليمة في كثير من الأحيان.
في بعض الأحيان -إن تكررت الحالة- فإن الطبيب يقوم بإعطاء المريض أدوية تمنع من حصولها مرة أخرى.
أما ما تشعر به الآن فقد يكون بسبب التوتر والقلق والخوف من أن تتكرر الأعراض، وهذا يسبب نوعا من تقلص العضلات في الصدر في منطقة القلب، ويظن الإنسان أنها تأتي من القلب إلا أنها تكون من عضلات الصدر، ومع القلق والتوتر قد يحصل أيضا أعراض القولون العصبي، ومنها آلام في البطن مع غازات، وهذه الغازات يمكن أن تسبب أعراضا في أعلى البطن وأسفل الصدر.
طبعا إن استمر القلق والتوتر فإن الأعراض قد تستمر وتزيد، ولذا فإن أهم شيء أن تتذكر أن التحاليل والصور والتخطيط والإيكو كانت سليمة -ولله الحمد-، ولا بأس أن تراجع طبيب القلب؛ فقد يرى أن يعطيك بعض المهدئات، وهذه من شأنها أن تخفف الأعراض، وهذا من شأنه أيضا أن يقلل من القلق والتخوف.
من ناحية أخرى عليك بقراءة القرآن {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فيجعل الطمأنينة في نفسك، ويقلل من إفرازات الأدرينالين الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد ضربات القلب.
ممارسة تمارين الاسترخاء تساعد -بإذن الله- على التخفيف من التوتر.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.