السؤال
أنا طالب في سنة رابعة، طب بشري، عمري 24 سنة، كنت في بداية الجامعة معجبا بفتاة معي في نفس السنة من حيث أدبها، وتفوقها الدراسي، وحصل بيننا بعض المحادثات لكن في حدود الأدب، ثم تركتها لوجه الله، وأخبرتها أن هذا غير جائز، ومن ترك شيئا لله؛ عوضه الله خيرا منه، ثم بعد سنة (3) طب، خطبتها، وأنا الآن ملتزم -والحمد لله- وهي فتاة عادية غير ملتزمة من حيث النقاب –مثلا-، مع العلم أن أهلها لا يضغطون علي من حيث موعد الزواج.
السؤال هنا:
1- ما هو رأيكم في الزواج من طبيبة من حيث الاستقرار الأسري وحقوق الزوج؟
2- الزواج من نفس العمر.
3- هل الاختلاف في درجة الالتزام قد يؤثر على الحياة الزوجية؟
4- أنا الآن ليس لدي قدرة مادية، وقد يطول الأمر إلى أن أتعين بعد سن (26)، وأكون نفسي، والعمر يجري، وقد يؤثر الزواج في من حيث تحضير ماجستير.
5- هل أعقد الآن أو أنتظر إلى موعد الزواج أم أجعلها مع الدخول؛ لأني أشعر بالملل لأني لا أتحدث معها؟.
أرجو منكم التفصيل، وآسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يجمع بينكم في الحلال.
لا إشكال في زواج الطبيب من طبيبة، بل إن التخصص الموحد يضيف قاسما مشتركا جديدا يسهل عملية التقارب والتفاهم، كما أن الزواج من نفس العمر ينفع مع العقلاء الذين يريدون أن تبدأ حياتهم بالنضج، كما أن الحب لا يعرف ولا يعترف بمسألة الأعمار، وللزواج من نفس السن، ومن نفس التخصص ميزات حيث يسهل حصول التقدير، والفهم للمشاعر المرتبطة بنفس الفئة العمرية ...، وقد تتمنى لك الأسرة غير ذلك، ولكنك صاحب المصلحة والاختيار، والتلاقي في الحقيقة بين الأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
أما مسألة الالتزام فنتمنى أن تصعد فيها درجات؛ لأن التدين هو المطلوب الأول والأهم والأكبر (فاظفر بذات الدين)، ونأمل أن يكون عندها استعداد للتقدم في تدينها، ومن المهم أن يحصل ذلك قبل الزواج.
ولا أظن أن هناك إشكالا في موعد الزفاف، والأفضل أن يكون هناك علاقة رسمية وشرعية، لأن ذلك سوف يتيح لك مزيدا من التفاهم، ووضع النقاط على الحروف، ولن يكون الزواج عائقا أمام تقدمك أو تقدمها في النواحي العلمية والتأهيل العلمي.
ونحن ننصح بأن تعقد وتجتهد في أن لا يكون موعد الزواج بعيدا، أو على الأقل تكون هناك خطبة رسمية، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسع معها في الكلام، لكنها تتيح للطرفين التفاهم، وتحديد خط السير للأسرة في مستقبل أيامها، كما أن مثل هذه الخطوة تدفع التوتر عن أهل الفتاة، فقد لا يكفيهم مجرد الكلام، خاصة عندما يطرق بابهم الخطاب.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بعدم التفريط في الفتاة إذا كنت تجد في نفسك الميل إليها، واطلب منها التقدم في تدينها والتزامها؛ لتكمل ما عندها من صفات دفعتك للتفكير فيها، ونحمد لكما التوقف عن التواصل طاعة لله، ونأمل أن يعوضكم الله حبا حلالا وسعادة ووفاقا.
سعدنا بتواصلك، ونرجو أن تبني حياتك على قناعاتك، واعلم أن الإنسان لا يجد المرأة التي ليس فيها نقص، كما أن المرأة لا يمكن أن تفوز برجل بلا عيوب، وكلنا بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وفقك الله للخير، وسدد خطاك، وأرضاك بفضله عما أعطاك.
نتشرف بمتابعتك في الخطوات التي تتخذها، ونذكر بأن تستخير ربنا وربك سبحانه، والاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.