السؤال
أشكو من ضعف العزيمة وعدم القدرة على ترك المعاصي، وعندي لامبالاة، وكنت متفوقا جدا، ومهتما بدراستي، ولكن حصلت لي مشاكل؛ فصرت لا أبالي، ومستقبلي يضيع، وأنا غير مهتم حتى أستيقظ على الحقيقة المرة بالنتيجة المفجعة، ولا أذاكر، فماذا أفعل؟
أشكو من ضعف العزيمة وعدم القدرة على ترك المعاصي، وعندي لامبالاة، وكنت متفوقا جدا، ومهتما بدراستي، ولكن حصلت لي مشاكل؛ فصرت لا أبالي، ومستقبلي يضيع، وأنا غير مهتم حتى أستيقظ على الحقيقة المرة بالنتيجة المفجعة، ولا أذاكر، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
أولا: سؤالك -أخي- هو بداية الطريق الصحيحة لمن أراد تغيير مساره، فأنت تشعر بالتقصير، وأن تعلم أنك مذنب، وأنك مقصر، وأنك يمكنك أن تكون أفضل من ذلك بمراحل، هذا هو البداية -أخي- ونرجو الله أن يوفقك للبناء على تلك البداية.
ثانيا: قدراتك -أخي- تؤهلك لأن تكون الأفضل، وهذه ميزة من الله عليك بها، فسبب التأخر لا يعود لضعف الآلة، وإنما يعود لعوامل خارجية، بانتهائها تعود أمورك إلى ما كانت عليه وزيادة.
ثالثا: من المهم حصر مشاكلك التي حالت بينك وبين ما تصبو إليه، ومعالجتها بمعرفة أسباب الوقوع فيها.
رابعا: نضرب لك الآن مثالا مما ذكر، فأنت تعاني -مثلا- من عدم القدرة على ترك المعصية، وهذه مشكلة، فكيف يمكن علاجها؟
1- تحديد نوع المعصية أولا، ولنجعلها -مثلا- النظر إلى ما حرم الله.
2- ما هي الأسباب التي تدفعك إلى النظر إلى ما حرم الله؟ ودعنا نفترض بعض الأمور للتدريب:
- كثرة المغريات من حولي.
- وجود رغبة داخلية تحث على التطلع إلى ما حرم الله.
- الجلوس لفترات طويلة في فراغ؛ مما يضطرني إلى الخروج والنظر أو مشاهدة التلفاز.
هذه -أخي- طريقة عملية لحصر أسباب المشكلة، يعقبها المعالجة، فمثلا: المغريات الكثيرة تعالج لعدم التواجد في تلك الأماكن كثيرا، مع غض البصر، والتعود على ذلك حتى يكون ديدنا لك. وأما الرغبة فهي موجودة عند الجميع، لكن حلها بالزواج أو الاجتهاد في الزواج، مع كثرة الصيام، والتقرب إلى الله بشتى ألوان الذكر.
وأما الفراغ فعلاجه في تقسيم الأوقات، ووضع جداول محددة لها، مع ممارسة نوع من أنواع الرياضة، ولا تستلم للنوم إلا مرهقا.
خامسا: ننصحك كذلك بإيجاد محضن آمن لك، ونعني به الإكثار من الإخوة الصالحين، فإن المرء بإخوانه وإخوانه بدونه، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
سادسا: لا يمنعك وقوعك في المعصية من عدم العودة ثانية إلى الله تائبا، فإن الله يحب منك أن ترحل إليه لا أن تبتعد عنه.
أكثر من الدعاء -أخي- وخذ بالأسباب، وثق أن الله معينك، ونحن على ثقة من تجاوزك تلك المرحلة، والله المستعان.