أشكو من ارتفاع حمض المعدة وآلام المستقيم والبواسير

0 1351

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تساعدوني في الرد على تساؤلاتي.

قبل سبعة أشهر شعرت بألم في أعلى وأسفل الجهة اليسرى من البطن، مع الشعور بالغثيان، وغالبا تشدد هذه الأعراض صباحا، وبعد مراجعة الطبيب أخبرني أن لدي ارتجاعا وارتفاعا بمستوى حمض المعدة، أعطاني الطبيب بعض الأدوية وأحسست بشيء من التحسن، ولكن بعد ذلك استخدمت خليطا من الزبادي والثوم لمدة أسبوع، وشعرت بتحسن كبير.

عاودتني الآلام من جديد وبشكل أكبر من السابق، ويمتد الألم إلي أسفل ظهري، وبعد ذلك تطور الألم وأصبحت لدي آلام في المستقيم، أشعر وكأن هناك كومة في الجهة اليمني فقط، وهي مؤلمة جدا ويخرج معي دم عند التغوط، وأحيانا مجرد محاولة التغوط تؤدي إلى خروج الدم معها؟ مع العلم أن الطبيب قد أخبرني مسبقا بمعاناتي من البواسير، وقد قمت بإزالة المرارة قبل سبع سنوات.

سؤالي هو: ما هي هذه الآلام؟ ومن ماذا نتجت؟ خاصة وأن الإخراج طبيعي ويميل إلى الإمساك غالبا، قمت بعمل عدة تحليل -والحمد لله- كلها سليمة، وقد أسقطت قبل ثلاثة أشهر.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة فإن الأعراض تتماشى مع الارتجاع المريئي، وكذلك الإصابة بالبواسير.

بالنسبة للارتجاع المريئي فإنه ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة وصعوبة البلع، مع الشعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي للرائحة الكريهة في الفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة، وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الارتجاع المريئي:
1- تناول الأطعمة الحارة، كالفلفل والبهار والشطة.
2- الأطعمة الحامضة، كالليمون والبندورة المطبوخة.
3- الأطعمة المقلية والدهون.
4- البصل والنعناع.
5- الشوكولاته.
6- القهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.

العلاج يعتمد على:
1- الحمية أولا ومحاولة تخفيف الوزن.
2- الابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان.
3- عدم النوم بعد الطعام مباشرة.
4- عدم تناول الماء أو العصير أثناء تناول الطعام.
5- التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، أو الاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
6- وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم، للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: أفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت، والاوميبرازول، والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.

العلاج الجراحي: ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، نتائج العملية جيدة وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتداخل الجراحي.

بالنسبة للبواسير؛ فهي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء، المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة، مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ، مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جدا، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة:
1- الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.
2- وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.
3- الإصابة بحالات فشل الكبد، سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ مما يؤدي أيضا إلى البواسير.
4- في حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض، وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير:
1- حكة شرجية أو ألم في فتحة الشرج خاصة عند الجلوس.
2- خروج دم أحمر مع البراز أو ألم خلال عملية التبرز.
3- الشعور بكتلة عند فتحة الشرج .
وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:
أولا: البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراض، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دموي.

ثانيا: البواسير الداخلية:
ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادة غير مؤلمة ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى أربع درجات:
درجة أولى: وتبقى في المستقيم.
درجة ثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفويا.
درجة ثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب ردا بالإصبع.
درجة رابعة: تبقى هابطة بشكل دائم ولا يمكن ردها.

علاج البواسير:
1- مغاطس الماء الدافئة: بمعدل (2 - 3) مغطس يوميا، ومدة المغطس (15 - 20) دقيقة.
2- حمية عالية الألياف: لمكافحة الإمساك، وتكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
3- السوائل بكثرة: لمكافحة الإمساك أيضا وخاصة عصير الفواكه.
4- تنظيم وقت التبرز يوميا.
5- الرياضة الخفيفة، وخصوصا المشي (20 - 30) دقيقة يوميا إن أمكن.
6- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل الآتي:
- مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين.
- مراهم تحتوي على الكورتيزون.
- مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.

عند فشل المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة مثل الربط أو الكي، أو باستئصال البواسير.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات