السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد طرح هذا الموضوع الذي أقلقني كثيرا، وهو أنه جاء صهري مع زوجته أخت زوجتي، وأخذا زوجتي معهما في نزهة مع أولادي، لكن الشيء المحير الذي أقلقني، وتشاجرت مع زوجتي بسببه هو أن زوجتي جالسة أمام صهري في المقعد الأمامي في السيارة، وزوجته جالسة في الخلف، ولما تكلمت معها؛ قالت عني: أني مريض نفسي، وأني معقد، وكذا، وكذا...
المشكلة: لماذا زوجتي لم تجلس في الخلف مع أولادها، وزوجته تجلس أمامه؟
في انتظار الإجابة، وإقناعي -ربما أنا مخطئ-، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ redouane حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الغيرة والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، ويفقهنا جميعا في الحرام والحلال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا شك أن رفضك لما حصل صحيح، ونتمنى أن لا تذهب بك الظنون كل مذهب، وكنا نرغب في معرفة وجهة نظر زوجتك، بالإضافة إلى الأعراف السائدة في بلدكم؛ لأن للأعراف والعادات قوة وأثرا، وليس معنى ذلك أننا نقدمها على الشرع الحنيف، بل هي قرينة تعيننا على فهم ما حصل، ونحب أن نذكرك بأن بعض الشعوب تجعل الكرسي الأمامي للأكبر سنا أو للضيف، أو لمن سبق إليه، بل إن الشعوب تختلف في قيمة الكرسي الأمامي؛ لأن الرؤساء والملوك قل أن يجلسوا في الكرسي الأمامي في السيارة.
ونحن -بلا شك- نشاركك الانزعاج، ولكننا نطمع في أن يفهم الأمر في إطاره الاجتماعي، وأن تأخذ القضية حجمها المناسب، واجعل همك إيقاف مثل هذا التصرف في المستقبل، ولا تترك قناعاتك الأصلية وحسن ظنك في زوجة اخترتها وعرفتها لأجل موقف واحد يتيم.
ولست معقدا -كما زعمت-، وشرع الله فوق العادات والتقاليد والقناعات التي تكونت بفعل المسلسلات، وتداخل الثقافات بما فيها من سموم وسوء، ونحن جميعا بحاجة إلى أن نعرف أن أهل الإيمان ليس أمامهم إلا التقيد بأحكام الشرع، والشريعة باعدت بين أنفاس النساء والرجال، حتى في صفوف الصلاة؛ فجعلت خير صفوف النساء آخرها؛ لبعدها عن الرجال.
والأصل أن تكون زوجة الرجل إلى جواره، أو تكون جميع النساء في الخلف، والحشمة والتستر مطالب شرعية، كما أن تجنب العطور الفواحة، والتوسع في الكلام، ورفع الصوت، والخضوع فيها، أمور مرفوضة من الناحية الشرعية.
وهذه وصيتنا لكم جميعا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن تشعر زوجتك أنها مكان ثقتك، ولكنك تغار عليها، ولا ترضى أن يقترب منها أجنبي، ووضح لها أن شريعة الله لها حدود لا بد من الالتزام بها، والوقوف عندها.
نكرر لك الشكر على الاهتمام والتواصل، ونطمع في استمرار تواصلكم، وشجع زوجتك على أن تقول ما في نفسها، وتتواصل مع موقعها؛ حتى نردها إلى الحق، والهداية بيد الله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية، والوفاق والسعادة.