السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا محمود، 21 سنة، ومقبل على الزواج، ولكن أنا في حيرة؛ أمي كانت تبحث لي عن عروس جيدة، وبالفعل حصلت على العروس، وفي نفس الوقت والدي اختار لي عروسا، ولكن المشكلة الآن أن العروس التي اختارتها والدتي ملتزمة، ولكني لم أتقبل شكلها، ووالدي اختار لي بنتا مقبولة شكليا، ولكنها غير ملتزمة، والملتزمة عمرها 18 سنة، والتي غير ملتزمة عمرها 16 سنة، فقلت آخذ التي غير ملتزمة وأجعلها تلتزم؛ لأن عمرها صغير، ويمكن أن تلتزم، وفي نفس الوقت يبقى شكلها مقبولا، وخائف أن آخذ الملتزمة التي شكلها غير مقبول وأظلمها بعد ذلك، وأقول: ليست هذه التي كنت أريدها.
فأنا في حيرة، وأرجو المساعدة، وشكرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، إنه جواد كريم. كما نسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإنه مما لا شك فيه أن الأمر محير، وأن الشاب مثلك ينظر إلى الفتاة المقبولة شكلا زعما منه أن هذا يمنعه من النظر إلى الحرام في المستقبل، وهذا الكلام فيه قدر كبير من الواقعية، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فهذا بالنسبة للرجل، وبالنسبة للمرأة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وأيضا السن الصغيرة، هذا الذي تتكلم عنه، ستة عشر عاما، هذا معناه أنها ما زالت طفلة -يا رجل- وأنت لا تستطيع أن تعرف حقك عليها أصلا، وأنا أعتقد -وأتعجب- كيف كيف يرغب والدك في أن تتزوج بطفلة، هي ما زالت الآن لم تنتهي بعد من المرحلة الثانوية؟
أنا أرى أنك متعجل -أخي محمود- أولا أنت ما زلت صغيرا، فأنت أمامك فرصة أن تبحث بصورة أفضل، والفتيات سواء الأولى أم الثانية أيضا ما زلن في سن صغيرة الآن، مما لا شك فيه أن النساء كن يتزوجن قديما في سن أصغر من هذا، ولكن كانت الفتاة تربى تربية صحيحة، وتربى على معرفة حق الزوج، وعلى كيفية إدارة المنزل، كذلك أيضا على كيفية صنع الطعام وغيره، أما هذه أنا أتحدى أن توجد واحدة منهن تعرف شيئا من ذلك أصلا، خاصة وأن الدراسة الآن جعلت الفتيات يتفرغن لعملية الدراسة في أثناء العام الدراسي، فلا تدخل المطبخ، ولا تشارك أمها في شيء، ولا تستفيد من أي شيء أصلا اجتماعي يعود على زوجها بالنفع.
فأنا أرى أن هذه صغيرة، وأرى الأخرى أيضا صغيرة، ولذلك أنا أرى أن تؤجل هذا الموضوع، وأن تعطي نفسك فرصة للبحث، فقد يمن الله تبارك وتعالى عليك في المستقبل بفتاة ملتزمة جميلة، هذا وارد جدا وليس ببعيد، فليس كل فتاة ملتزمة قبيحة أو غير مقبولة، وإنما هذا هو الذي عرض عليك، فأنا أرى أن تعطي نفسك فرصة، سواء كان عدة أشهر أو عام، لأنك -ولله الحمد والمنة- لا زلت صغيرا، وأمامك فرصة أن تبحث براحتك، وأن تأخذ إنسانة قريبة منك في السن، وطبعا السن بينك وبين هاتين الأختين ليس كبيرا، ولكن أنا أريد أيضا أن تكون ولو أنها في العشرين لكانت أفضل من ذلك، لماذا؟ لأنها ستكون أصبح لديها القدرة -نوعا ما- على أن تفهم معنى الزوج والزوجية، أما ستة عشر عاما كيف تكون زوجة -يا ولدي-؟ هذه طفلة صغيرة ما زالت تلعب (أحيانا) في الشارع، في الوضع الذي نحن فيه، فهي لن تستطيع حقيقة أن تعطيك الذي تريد كزوجة صالحة وزوجة مسؤولة وأم أولاد، هذه صغيرة الآن في الفترة التي نحن فيها وهذه الأزمنة التي نحن فيها، صغيرة جدا، ثمانية عشر عاما مقبولا نوعا ما.
ولكن بما أنك تقول بأن شكلها غير مقبول، فأنا أرى -كما ذكرت لك- أن تعطي نفسك فرصة حتى تتمكن من الاختيار بصورة أفضل، ولا تتعجل، وكلما كانت أكبر نوعا ما في السن؛ كانت أفضل، لأنه أصبح لديها قدر من الخبرة وقدر من المعرفة التي تؤهلها لأن تكون زوجة، أما الآن هذه طفلة صغيرة، لو غضبت منك أو لو حدث بينك وبينها خلاف تظن أنك صديق من أصدقائها وتتركك، ولذلك نسبة الطلاق مرتفعة ما بين هؤلاء الفتيات الصغيرات.
فأنا أنصح -بارك الله فيك- بعدم العجلة، ومحاولة البحث مرة أخرى، لعل الله أن يمن عليك بأخت ملتزمة، صاحبة شكل مقبول، فتكون بذلك قد حققت الأمرين معا، خاصة أمر الدين، لأنه لا يقبل المساومة، ولا تفرط فيه بحال من الأحوال.
هذا، وبالله التوفيق.