السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، ولدت ونشأت في مدينة جدة، وطموحي أن أصبح رجل أعمال، أخدم ديني وأهلي ووطني ومجتمعي، ولكن أهلي وأجدادي لم يحصلوا على الجنسية السعودية، وأنا من أهل هذا الوطن، وقضيت فيه عشرين سنة من عمري كلها، والآن مقبل على الزواج، وعندي اختيارات جدا رائعة وجميلة من فتيات غير سعوديات، لكن كل ما يحجبني عنهن هو عدم امتلاكهن الجنسية، ويوجد فتيات سعوديات من أقاربي لكنهن لسن في المستوى المطلوب من الجمال والأخلاق، ولا أعلم ماذا أختار؟!
إن اخترت غير سعودية فكيف سأصنع، لأن القانون لا يسمح لي بما أطمح إليه؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المفرح جدا أن يوجد شباب أمثالك همتهم عالية، وطموحهم لا ينتهي، أرجلهم في الثرى وهامة همتهم في الثريا، فأسأل الله أن يوفقك وأن يعطيك ما تتمناه، وأن ينصر بك دينه، ويجعلك من بناة الأوطان، وردا على استشارتك أقول:
- كن حريصا على توفر الشروط التي يجب توفرها في شريكة حياتك، وأهمها الدين والخلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ثم إن الجمال جمال الروح وهو أمر نسبي، ولا يبقى؛ بل سرعان ما يبدأ بالتلاشي مع كبر السن أو بحدوث مقدور مما يقدره الله على عباده، لكن الدين والخلق باقيان ما بقيت المرأة حية، فكم من امرأة جميلة أذاقت زوجها الويلات وحرمته من السعادة، ورب امرأة سمراء أسعدت زوجها وعاش معها عيشة هادئة وسعيدة ومطمئنة!
- بما أن القوانين المنظمة للزواج في بلدك تمنع من الزواج بالأجنبيات؛ فلا تتعلق بأمر يستحيل تحقيقه، خاصة وأن هذه القوانين في الغالب تكون فيها مصالح كثيرة، وإن كان عامة الناس يرون أنها تتصادم مع رغباتهم.
- لقد وسع الله علينا أمر الزواج، وجعل المحرمات علينا محصورات في عدد معين، فبعد أن ذكر الله المحرمات علينا قال سبحانه: (وأحل لكم ما وراء ذٰلكم) فلم تضيق على نفسك في الخيارات على قرابتك؟! فابحث هنا وهناك ستجد ما تتمناه، خاصة وأنت عندك الجنسية السعودية كما فهمت ذلك من استشارتك.
- صل صلاة الاستخارة وهي ركعتان من دون الفريضة، قبل أن توافق على من ستكون شريكة حياتك، بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين، (الموافقة أو الرفض) وادع بالدعاء المأثور ثم توكل على الله، فإن وجدت الأمور تسير بيسر وسلاسة فاعلم أن الله قد اختار لك تلك الفتاة، وإن تعسرت الأمور وأوصدت الأبواب فاعلم أن الله لم يخترها لك، وأنه صرفها عنك فاحمد الله واشكره، وابحث عن غيرها.
- اعلم أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وقد يصرف الله عن العبد أمرا والعبد يحبه ولا يعلم أن فيه شرا له، قال تعالى: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
أسأل الله أن يوفقك ويختار لك الخير ويسعدك إنه سميع مجيب.