السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة، وبعمر (24) عاما، عندي طفلتان، مشكلتي بدأت بعد ولادتي بابنتي الثانية، حيث كبرت المسؤولية، مسؤولية البيت والأطفال والجامعة، حاولت التوفيق ولكنني لم أستطع، كبرت مشاكلي مع زوجي كثيرا، علما أنني كتومة بطبعي، ولا أبوح لاي أحد عن مشكلاتي، وانا غيورة جدا أغار على زوجي حتى من أخواته، ولكنني أحاول أن لا أبين له، فهو يهتم بأهله أكثر من اهتمامه بي، ويقول دائما بأن منزل أهله أحسن وأفضل من منزلي.
مشكلتي الأساسية حينما أخذت هاتفه الجوال قبل فترة، فهو بالعادة يفتح اليوتيوب لتشاهد طفلتي المسلسلات الكرتونية، ولكن الطفلة لم تمسك الجوال، فأخذته وشاهدت مقاطع الرقص وأمورا مخلة بالأدب، وحينما قمت بمواجهته أنكر وقال أن المقاطع بسبب الواتس آب، كرهت نفسي ولا أريد الجلوس معه.
أرجو مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأن يهدى زوجك، ويحفظ الأطفال.
نتمنى أن تستمري في إخفاء غيرتك من أخواته في نفسك، حتى لا تزداد الأمور سوءا، وثقي بأن مفاتيح النجاح بيد الزوجة بعد توفيق ربنا الفتاح، ونتمنى أن تقتربي من زوجك، واجعلي بيتك جذابا، وفراشك ناعما، ونظمي وقتك، وهوني على نفسك، واحمدي الله الذي رزقك بزوج، وأطفال، ودراسة جامعية، وما أكثر نعم الله علينا، وسبحان الكريم المفضال.
ننصحك بربط زوجك بأطفاله حتى يقوم بمعاونتك، وتجنبي المقارنات السالبة، وعليه كذلك أن يتوقف عن المقارنة بين البيوت والأشخاص، وعليه أن يعاونك حتى يصبح بيته هو الأفضل، وأرجو أن تعلمي أن إنكاره للمقاطع إيجابي، ونتمنى أن يكون ما حصل سببا لتوبته واستقامته، ولا تطارديه بعين الاتهام، فإن ذلك مما يدفعه للشر، بل عاونيه على البر والتقوى.
هذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يقر عينك بصلاح زوجك وهدايته، وأن يصلح لنا ولكم الانية والذرية.
سعدنا بتواصلك، ونتمنى أن تحققي النجاح في بيتك، وفي دراستك، واشكري زوجك على القليل من أجل أن يبذل لك الكثير، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان.
نوصيك بالاهتمام بالأذكار والصلوات، واستمعي لقول رب الأرض والسموات: {وأصلحنا له زوجه}، ماذا كانوا يفعلون {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}، وما صلحت البيوت ولن تصلح إلا بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.
والله الموفق.