السؤال
السلام عليكم
أبلغ من العمر (29) عاما، متزوج، ولدي أولاد.
حاولت مرارا وتكرارا أن أصف حالتي، وهي أني لا أشعر بالسعادة، مع أن لدي من النعم -والحمد لله، ولكن لا أشعر بالسعادة بها. فقدت الطعم والتذوق.
أشعر أن أحلامي وأهدافي بداخل غرفتي فقط، ولن تخرج يوما من باب غرفتي، حلمت بكل شيء ممكن ومستحيل، حتى وسادتي ظننت أنها من ريش النعام! ولكن:
1- أشعر بأني أعمل ب (1%) من طاقتي وإمكانياتي وقدراتي، مع أن لدي الكثير والكثير بداخلي.
2- قروح متكررة في فمي، واضطرابات في الجهاز الهضمي والقولون.
3- إرهاق مستمر، وقلق، وخوف، وألم في العضلات، وتكسير في الجسم.
4- كسل وخمول أحيانا، وضيق في صدري؛ أتنفس بصعوبة، وأشعر كأن جبلا على صدري.
5- خوف عند مذاكرتي، وتحصيل العلم لدي ضعيف، وتذكري له أيضا ضعيف.
6- هناك من يتحدث دائما في عقلي، ولا يتوقف عن الثرثرة في كل شيء مهم وتافه إلى أبعد الحدود! تخيلات ليس لها واقع، ولا أعتقد أنها سوف تكون حقيقة في يوم من الأيام.
7- أشعر بالحزن الشديد منذ وفاة أبي -رحمة الله عليه-، وأخاف المرض، وأعتقد أن المرض سوف يتملكني عند الكبر.
أريد استعادة أغلى ما أملك وهي حياتي، الضحك من القلب، الإرادة، القوة، لأني أعلم أن لدي الكثير؛ لكي أنجزه قبل مغادرتي هذه الدنيا.
أريد عقارا يكون آمنا بالجرعة المناسبة لي، لا يرفع نسبة الحليب، أو يؤدي إلى الخمول والكسل، ويكون مساعدا وحافزا لي مع إرادتي وأملي.
وشكرا، وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك ولجميع موتى المسلمين، وآخر الأحزان إن شاء الله تعالى، وكن بارا بعد موته بالدعاء له وبالصدقة له، وبر من كان يصلهم.
أيها الفاضل الكريم: الذي يهيمن عليك هو مشاعر سلبية، أدت إلى استضعاف أو تقليل من قيمة الذات، أي أن تقديرك لذاتك أصبح منخفضا جدا؛ مما جعل الاكتئاب يستشري ويسيطر على وجدانك، وإن شاء الله تعالى هذا سوف يعالج.
أنا قصدت أن تدرك علتك على وجه التحديد، لأنك أنت الذي سوف تغير نفسك، لأن الله {لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وعليه: أريدك أن تعيد تقييم ذاتك، وأنا أهمس في أذنك وأقول لك: أنت أفضل مما تتصور، أنت تملك إمكانيات عظيمة في حياتك، أنت لديك الزوجة، لديك الذرية، لديك نعم عظيمة -أيها الفاضل الكريم- فيجب أن تحقر هذا التفكير السلبي، ويجب أن تدفع نفسك دفعا نحو المشاعر الإيجابية والأفكار الإيجابية والأفعال الإيجابية.
ويا أخي الكريم: هذا يتطلب منك فقط نوعا من الصرامة مع نفسك، وأن تحسن إدارة وقتك، هذا هو المطلوب أيها الفاضل الكريم.
نحن وجدنا أن الرياضة تجدد طاقات الناس، وتزيد من عزيمتهم ودافعيتهم؛ فلا تحرم نفسك من هذا أبدا.
أخي الفاضل: أرجو أن تضع خارطة طريق تضع فيها موجهات إيجابية في حياتك، ويجب أن يكون لك هدف آني، وهدف متوسط المدى تحققه في خلال ستة أشهر، وأهداف أخرى بعيدة المدى. هذا يجب أن تضعه، ويجب أن تعمل على تنفيذه.
ما ذكرته من أن عقلك كأنه متسابق مع ذاته، وأن هناك ثرثرة لا تتوقف: وصفك هذا أعجبني كثيرا، الأفكار القلقية الوسواسية بالفعل تكون على هذه الشاكلة، أنت أوضحتها في النقطة السادسة بوضوح شديد.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن تبر من كان يبرهم والدك، ويجب أن تصل من كان يصلهم، ويجب أن تدعو له، بهذا -إن شاء الله تعالى- ولدا صالحا لأبيك، تكون من الذين قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، هذا -إن شاء الله تعالى- يعطيك ثباتا عظيما ورحمة في قلبك، وقوة نفسية ومعنوية وحتى جسدية، احرص على ذلك.
العلاج الدوائي الذي سوف أصفه لك علاج بسيط، يجدد الطاقات، ولا يؤدي إلى الخمول والكسل، ويحسن -إن شاء الله تعالى- مشاعرك، اصبر عليه، وتناوله بالتزام. الدواء هو (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: الدواء سليم، وغير إدماني، أحد آثاره الجانبية التي يجب أن نخطرك بها هي: أنه ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند الجماع، هذا يحدث لحوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الناس، لكن الدواء قطعا لا يؤثر على صحتك الإنجابية أو الذكورية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.