السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة أعرض على موقعكم المحترم حالة ابنتي، فبعد مراجعة عدة أطباء، أحببت أن أستفيد من خبرتكم، فابنتي عمرها 6 سنوات وخمسة أشهر، فبعد عمر المدرسة بدأت حياتها كطفلة عادية، وذهبت إلى الروضة ثم للتمهيدي، وكانت هادئة وخجولة، ولا تحب اللعب مع الأطفال الغرباء، وتعلمت بعض الأحرف وحفظت بعض الكلمات والآيات القرآنية، ومنذ حوالي أقل من سنة تغير مزاجها، وأصبحت تعاني من مشكلة التبول اللاإرادي ليلا.
بعد فترة ذهبت بها إلى طبيب المسالك البولية، وبعد إجراء الأشعة والسونار والتحاليل، كانت النتائج كلها سليمة، فأعطاني الطبيب دواء التوفرانيل لمدة شهر، وتحسنت عليه، وبعد ترك الدواء أجريت لها السونار مرة أخرى، وكانت نتيجته جيدة، فقال الطبيب: أوقفي العلاج، لأن مثانتها كبرت، ولا حاجة للدواء، وبعد حوالي أسبوع بدأ الدوام في الصف الأول، وإذا بإدارة المدرسة تتصل علي وتقول: ابنتك تصرفاتها غريبة، ولا تستجيب للأوامر، وشخصوا حالتها بأنها تعاني من التوحد، فعرضتها على أطباء أطفال ونفسية وعصبية، فكان تشخيصهم أنها تعاني من تشتت الانتباه وكثرة الحركة، وقبل دوامها في المدرسة بأسبوعين أصبحت قليلة الكلام، وتنسى بعض الكلمات، ولديها غيرة من أختها الصغيرة، وتضربها وتتلفظ بكلمات معينة، ولا تنفذ الأوامر، فوصف لها الأطباء دواء ريبيرال، وأعشاب المينتات والستاتيرا، ولكن الطبيب الثاني شخص حالتها بتشتت الانتباه فقط، بعد أن جلس معها لمدة ساعة وهو يحاورها، واستبدل دواء الستاتيرا بدواء الريتالن -تحت التجربة-، مع ذهابها إلى المدرسة، وطلب فحص أذنها لأنها تحكها، وخشي الطبيب أنها تعاني من الطنين، ودائما تردد عبارة (هذا يكفي).
أنا في حيرة من أمري، فهل أعطيها هذا الدواء، وهل أرسلها للمدرسة؟ أنتظر نصحكم وتوجيهكم، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنتك العافية والشفاء.
هذه الطفلة تطورها الارتقائي كان عاديا جدا في سنوات العمر الأولى، بعد ذلك ظهر لديها شيء من الانعزالية، والتبول اللاإرادي المكتسب، هذا قد يكون دليلا على وجود قلق داخلي وتم علاجه، وتحسنت أحوالها، بعد ذلك ظهر موضوع -ما قيل- أنها تصرفات غريبة داخل المدرسة، وأنها لا تتفاعل بصورة إيجابية مع التوجيهات داخل المدرسة، وعرض ابنتك على الأطباء هو أمر صحيح، وفي مثل هذه الحالات قد تختلف الآراء، كما حدث بالنسبة لحالة ابنتك، هنالك من يقول: إن لديها اضطراب تشتت الانتباه، ومن تحدث عن التوحد، وهذا الأمر طبيعي، أن التأكد من التشخيص قد لا يكون سهلا في هذه الحالة، أنا شخصيا أميل لما ذكره الأخ الطبيب الذي جلس معها لمدة ساعة، والذي شخص حالتها بأنها تشتت الانتباه.
وتغييره لعقار (استاتيرا) إلى (ريتالين)، ربما يكون هو القرار الصحيح، لأن الريتالين أسرع وأفضل فعالية من الاستاتيرا، فهي الآن وصلت العمر الذي يمكن أن تعطى الريتالين بجرعة صغيرة، وأنا أعتقد أنه يجب أن يعطى لها كتجربة علاجية، والدواء ليس خطيرا كما يعتقد بعض الناس، الدواء دواء سليم وجيد وفاعل بالنسبة لعلاج تشتت الانتباه، ربما يؤدي إلى ضعف في شهية الطفل للطعام في الأيام الأولى، كما أنه ربما يضعف النوم قليلا، بجانب ذلك ليس له آثار سلبية.
فأنا أكثر ميولا -أيتها الفاضلة الكريمة- أن هذه البنية تعاني من تشتت الانتباه، وأؤيد تماما أن تتناول الريتالين كعلاج تجريبي، وهذا أمر معمول به في الطب النفسي الحديث، وأهم شيء أوصيك به هي المتابعة مع طبيب واحد، وأعتقد أن الطبيب الأخير هو الذي يمكن أن تستفيد منه هذه الابنة على أفضل وجه، وعرضها على أخصائي الأذن والأنف والحنجرة أيضا قرار سليم، وذلك للتأكد من موضوع السمع لديها، وإن كان يوجد طنين أو لا.
أرجو أن تعامل الطفلة معاملة عادية، هذا مهم جدا، ولا تشعريها بأنها صاحبة علة، وأرجو أن تطبقي التوجيهات السلوكية التي سوف يزودك بها الطبيب النفسي، وقطعا مبدأ التحفيز والمكافأة، وتعزيز السلوك الإيجابي يجب أن يكون هو المتبع في هذه المرحلة، وأرجو أن ترسليها إلى المدرسة، وتتابعي مع المعلمات حول تصرفاتها، وكذلك تقدمها الدراسي والأكاديمي.
بارك الله فيك، وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.