هل الحمية الغذائية يمكن أن تكون حافزا لفقدان الشهية العصبي؟

0 233

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور/ محمد عبد العليم، أنا صاحبة الاستشارة السابقة (2293416) فهل من الممكن أن تبدي لي رأيك في موضوع الوزن؟ وهل عمل الحمية في المستقبل قد يكون حافزا لفقدان الشهية العصبي من جديد؟ خاصة أنني أحب الموضة والأزياء، وكثرة المغريات من حولي، والإعلانات، وتوفر وسائل إنقاص الوزن بكثرة، فكيف أحافظ على نفسي بين كل هذه المغريات وأقنع نفسي أنني الآن بوضع جيد؟ فوزني هو 54 كغم، وطولي 168 سم.

أرجوك أحتاج رأيك، ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أجاب على استشارتك السابقة الأخوة المكارم: الدكتور محمد مازن، والشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، وها أنا الآن أساهم بهذه المداخلة علها تفيدك.

من الواضح ومن المعروف أن أحد المثيرات والمحفزات لفقدان الشهية العصبي هو الدخول في حمية غذائية، هذا أمر أكيد وأمر معروف، وكأن هذه الحمية الغذائية ترسل إشارات قوية جدا للدماغ ليتطور الأمر إلى المتلازمة المعروفة، وهي متلازمة فقدان الشهية العصبي.

فأرجو الحذر وكل الحذر من الدخول في حمية تكون مضرة بك.

حبك للموضة وللأزياء وهذه الأمور: يجب أن توازني بينها، بمعنى أن صحتك هي الأهم، صحتك هي الأفضل، الإنسان لا ينجر وراء هذه الأشياء، وأنا أقول لك: حتى التي تعرض نفسها في الموضة وخلافه – مع احترامي لجميع البشر – هي تعرض نفسها، وحتى إن دعت الناس أن يقلدوها أو تؤثر عليهم، هذا لا يمكن أن يحدث للإنسان العاقل.

فالأمر في غاية البساطة، ويجب أن تغيري نفسك وفكرك، وأن هذا الأمر لا يلائمك، وأن الإنسان يعيش بطبيعته، ويعيش على سجيته، ويتعامل مع نفسه حسب دينه، والإسلام عظيم جدا، كرم النفس البشرية، وحتما أمر أن تعرض المرأة جسدها وتبيعه بهذه الصورة الرخيصة أمر غير مقبول.

فيجب أن توازني في الأمر، ويجب أن تفكري فيه على هذا النسق، والمحافظة على النفس من المغريات تكون من خلال الصلابة والجسارة النفسية – كما نسميها – وأن يرتقي الإنسان بنفسه، وأن يسمو بها، وتقنعي نفسك أنك لا تريدين أن تكوني مستعبدة لما يعرض من أمور لا تليق بالفتاة المسلمة.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: انخرطي في نشاطات أفضل، اخرجي نفسك من هذه القوقعة، من التفكير في أمر واحد غير مجد، الحياة فيها أشياء طيبة وجميلة، اكتسبي العلم، اكتسبي المعرفة، طوري من ذاتك، كوني عضوا فعالا في أسرتك، ارفعي من درجة معرفتك وثقافتك بالانخراط في أي نشاط أكاديمي أو غير أكاديمي، ويا حبذا لو جعلت لنفسك نصيبا من حفظ القرآن الكريم، لا تستبعدي هذا الأمر، ولا تجعليه مستحيلا، أمر طيب وسوف يعود عليك بخير كبير، خير في وزنك، وخير في تفكيرك، وخير في معرفتك، وخير في كل شيء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات