أصبحت حقودة وحسودة.. فهل من علاج لذلك؟

0 297

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى منكم أن تنصحوني: أصبحت في الآونة الأخيرة أحس بأني حقودة وأحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، مع أنني كنت في السابق لا أكره ولا أحقد، إلا أن وضعي والظروف المحيطة بي هي ما دفعني لذلك، حيث أنني دائما متعبة وكسولة، ولا أطيق الدراسة ولا الاجتهاد، ولا أحب القيام بأي شيء، وليس لدي صبر.

مثلا أنوي أن أدرس، وفجأة أتعب وأحزن وأتركها، وكل شيء متراكم ولا أعلم ما هو الحل؟ كما إنني عندما أرى الناس من حولي تتحسن أحوالهم، ويجتهدون ويدرسون ويتعبون، ويحصلون على أعلى العلامات، وأنا الوحيدة على هذا الحال، أكاد أجزم أن لا أحد مثلي، عجزي فاق الحد، وأصبحت أغار منهم وأحسدهم، وهذا يؤلمني؛ لأني أعلم أن الله لا يحب من يحقد ويحسد عباده على ما آتاهم، وأحس بأني أصبحت لا أستوعب شيئا، ولا أستطيع التحكم بنفسي.

إنني أحزن عندما يتحدث زملائي عن مواضيع علمية، المفروض أني أعرفها، لكنني لا أفقه شيئا حتى في الأساسيات، لاهية في هذه الدنيا التي أكرهها، الكل ينجز إلا أنا، يضيع يومي لا أعلم كيف أذهب للدوام وأعود منه ولم أستفد شيئا، وأصلي الصلاة ولا أعلم كيف صليت، ثم أنام ولا أدرس ولا أفعل شيئا، حتى أهلي لا أجلس معهم، هذه هي حالتي، يئست منها، وإن لم يهدني ربي لأكونن من الخاسرين.

وأحس بأني منافقة؛ لأن الجميع عندما يرون كيف يخرجني ربي من مواقف جلل؟ وكيف ينقذني وينجيني؟ يقولون: إن ربك يحبك، وإن ربك يرزقك على نيتك الطيبة، فيزداد حزني، أشعر بأني منافقة.

أتمنى أن تنصحوني، وأن تعطوني دعاء أدعو به لكيلا أحقد على عباد الله، وأريد دعاء أدعو به لأخشع في صلاتي، ويفتح لي ربي من أبواب الخير عنده.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: نريد ابتداء –أختنا- أن نتعرف على معاني بعض المصطلحات التي ذكرتها؛ لأن غياب المعنى يؤدي إلى تضخيم وتهويل.

أ‌- الحسد: هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.

وهو ينقسم إلى قسمين:
• حسد مذموم: وهو كراهة النعمة على المحسود مطلقا، فيتمنى زوالها منه، وأن تقسم له أو تزول عنه، وإن لم تصل إليه أو تبقى له، بشرط أن يحصل على مثلها، فإن لم يحصل تمنى زوالها منه، وهذه كلها أنواع مذمومة.

• النوع الطبيعي الذي لا يذم فاعله: هو أن يحب ويتمنى لنفسه مثل ما لغيره دون أن تزول منه وإن لم يحصل عليها.

ب‌- الحقد هو: الانطواء على البغضاء، وإمساك العداوة في القلب، أو سوء الظن على الخلق لأجل العداوة، أو طلب الانتقام.

ت‌- النفاق: هو إظهار الإنسان غير ما يبطن، فهو يعتقد أمرا ويؤمن به ويظهر للناس عكسه.

ثانيا: الذي نراه -أختنا الكريمة- أنك لست حاسدة ولا حاقدة ولا منافقة، بل هو ألم جراء ما أصابك من كدر أراد الشيطان أن يضخمه فيك حتى يقعدك عن العمل.

ثالثا: الله يحبك –أختنا- وقد ذكرت ذلك بنفسك، وهذا أمر يجب أن تحمدي الله عليه، وأن تفرغي جهدك وطاقتك لأجل شكر الله.

رابعا: إننا نتمنى عليك أن تقومي بما يلي:
1- صرف كل الطاقات السلبية التي عندك، وعدم صرف الأمور إلى الأسوأ، مع ضرورة الموازنة بين التقصير واليأس.

2- من أخطر الأمور التي تقعد المرء عن العمل: تزاحم الواجبات عليه حتى يصيبه الإحباط من إنجاز أي شيء، وهذا أمر نرى أن بعضا منه فيك.

3- قسمي كل الواجبات إلى أربعة أقسام:
أ‌- هام عاجل.
ب- هام غير عاجل.
ت‌- عاجل غير هام.
ث‌- غير هام غير عاجل.

ابدئي –أختنا- مباشرة بالتركيز على الهام العاجل، واجعلي وقتا زمنيا محددا لإنجاز جزء منه أو بعضه، واجتهدي ألا تثقلي كاهلك بالأعمال التي لا تطيقينها، فإن هذا قد يؤدي بك إلى اليأس وعدم الإنجاز.

خامسا: استعيني بالله –أختنا- وابدئي صفحة جديدة مع الله عز وجل، واعلمي أن الله قريب منك، مجيب لك، وأنك متى ما استعنت بالله كفاك ووقاك.

سادسا: نريدك –أختنا- أن تتخيري من بين صديقاتك من تعينك على طاعة الله، ومن تقوي ظهرك، وتسد خلتك، والمرء بإخوانه –أختنا- والصاحب -كما قالوا- ساحب.

وأخيرا: نوصيك -أختنا الفاضلة- بالمحافظة على الرقية الشرعية والمداومة عليها، التماسا للسنة، وكذلك دفعا لكل مكروه، وسنكتبها لك الآن كاملة، لكن قبل الكتابة نوصيك بقراءة باب القضاء والقدر في كتب العقيدة؛ لأنه سينفعك كثيرا.

الرقية الشرعية كالتالي:
الآيات الواردة في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

بسم الله الرحمن الرحيم {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.

{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}.

{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}.

{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.

{إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.

{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.

{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}.

{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}.

{وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.

{قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}.

{والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}.

{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.

{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.
{وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.

{قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}.

{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد}.
{قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}.

{قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.

الأدعية الواردة في السنة:
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.

أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.

أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم.

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط المستقيم.

تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو وإليه كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله.

حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرزاق من المرزوق، حسبي الله، هو حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى، سمع الله من دعا، وليس وراء الله مرمى، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.

أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات