السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي الفاضل الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، أشهد الله أني أحبك في الله، وقد تعلمنا منك الكثير في المجالات الاجتماعية والتربوية، وأنا شخصيا استفدت منك كثيرا من دروس برنامج السعادة الزوجية، ونرجو منك الاستمرار في هذا الجانب، فنحن الشباب في حاجة إلى من يدعمنا ويقدم لنا النصح في كيفية الإعداد لبناء أسرة صالحة في الأمة الإسلامية، وأسأل الله العلي الأعلى أن يجعل كل ما تقدمه من جهد في موازين حسناتك، إنه ولي ذلك ومولاه.
شيخي الفاضل: لقد تقدمت لخطبة فتاة دلني على أسرتها أحد الرجال الصالحين في المسجد، وبين لي أنه عاشر أهلها، فهم جيرانه، وهم أهل خير وفضل، وبالفعل هم كذلك على ما رأيت منهم، ولا أزكيهم على الله.
ذهبت للنظرة الشرعية وتكلمت معها بحضرة محارمها، وتحدثت هي عن مخاوفها من أكون متشددا، فطمأنتها وبينت لها أني أسير على الوسطية التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال الكلام معها وجدت فيها من الإيجابيات الكثير، فهي محافظة على صلواتها، وذكية عاقلة متفهمة، إلا أنها ترتدي حجاب الموضة.
جلست معها جلسة ثانية بحضور محارمها، وبينت لها بحكمة أني أرفض فكرة البنطلون، وبينت لها مواصفات الحجاب الشرعي من أنه فضفاض واسع لا يصف ولا يشف، إلى غير ذلك من المواصفات الشرعية للحجاب، وأني لا أفرض عليها شكلا معينا من الحجاب، ولكن بشرط أن يكون موافقا للمواصفات الشرعية، فردت علي وقالت سأكون كاذبة لو قلت لك أني سأتوقف عن ارتداء البنطلون، فهو مريح بالنسبة لي في الحركة، وتعودت عليه، ولكني أعدك أن لبسي سيكون في القادم أطول وأكثر حشمة على البنطلون، وأنا لا أرتاح لفكرة البنطلون، ولكن أرى فيها من الإيجابيات الكثيرة سوى هذا الأمر، وأمر الحجاب الشرعي الموافق للمواصفات الشرعية أمر جوهري بالنسبة لي، لأني أريد أن أرضي ربي قبل كل شيء، وفي نفس الوقت أنا لا أريد أن أظهر منذ البداية بمظهر المتسلط أو أني أفرض عليها تحكمات منذ البداية، أو أني جئت لأفرض عليها تغيير ما تعودت عليه لفترة طويلة، وقلت لها أني مستعد أن أصبر عليها في أمر الحجاب، لأني أعلم أن تغيير ما تعودت عليه في السابق صعب، وأنا أؤمن أن الأمر سيأتي بالتدرج، فهل صحيح ما فعلت وأقبل بها على ذلك، مع محاولة التغيير، عملا بطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، لأني أرى فيها من الإيجابيات الكثير، كما بينت في البداية؟ وما هي نصيحتكم؟
جزاكم الله عنا كل خير، وبالفعل إسلام ويب هي موسوعة المسلم في عصر عج بالفتن.
نرجو من الله لكم دوام الاستمرار والنفع للأمة.