أشعر أني منافق...أتوب عن الحرام ثم أعود!

0 250

السؤال

أنا شاب بعمر (19) عاما، ولدي مشاكل عائلية كثيرة، وأحس أني منافق جدا؛ لأني لا أصلي، وبعيد عن الله، مع العلم أني أتأثر بسماع الخطب الدينية والشباب الملتزم، وأتمنى أن أعود لله عز وجل، والمشكلة أني عندما أستمع لمحاضرة أو درس ديني أبكي وأتأثر كثيرا، لكن بعدما ينتهي الدرس أو الشريط أعود كما كنت غارقا في المعاصي واللذات، ولا أعلم ما العلة في ذلك؟ وكلما التزمت في المسجد فترة؛ ابتعدت ضعف فترة الالتزام مرتين.

أنا عاق لوالدي، وتبت كثيرا لكن لا فائدة، أتوب توبة كاذبة، أعلم ذلك، لكن لا أعلم لماذا أعود ثانية لفعل الحرام، أتمنى أن أعود لله، لكن لا فائدة، وتمنيت منذ فترة أن أصاب بشيء مثل حادثة أو شيء يجعلني أستفيق مما أنا فيه! وفعلا بعد فترة أصبت بحادثة فكسر ذراعي الأيسر، وقال الأطباء: إنك بحاجة لعملية جراحية. وكنت أعتقد أني بعد العملية ربما أرجع لله، ولكن حصل العكس، فبعد العملية بشهر رجعت إلى العادة السرية، وإلى النظر للحرام، مع أني لم أفك الجبس أو الجبيرة حتى الآن.

أنا انطوائي، فلا أحب النزول من البيت كثيرا، والغريب أني في خارج البيت أكون محترما جدا، ولا أنظر للنساء؛ خوفا من الله -لا أعلم-، لكني في البيت شيطان وفي الخارج محترم، ويثني علي الناس، وأتوتر كثيرا، وأتمنى الرجوع لله، لقد اشتقت لقيام الليل والصلاة والقرآن، لكن الشيطان ونفسي أقوى.

ساعدوني، فأنا أحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأحس بالضياع لعدم التزامي بالصلاة، وهل ما أنا فيه هو قسوة قلب؟ لا أعلم.

ساعدوني -حفظكم الله- فأنا أحس أني في غيبوبة لن أستفيق منها إلا بعد الموت، والله المستعان.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله أن يكتب سلامتك، وننصحك بعدم الدعاء على نفسك، وارجع إلى ربك وأنت بكامل عافيتك، واجتهد في شبابك قبل هرمك، ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن تأثرك بما تسمع دليل على الخير الذي في نفسك، كما أن رجوعك بعد استقامتك دليل على أنك لم تتخلص من أسباب الخلل والنقص، ولا بد للتائب أن يغير البيئة والرفقة، وأن يتخلص من كل ما يذكر بالعصيان، وتجنب الخلوة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك داخل البيت بالهوايات النافعة، ولا تذهب لفراشك إلا عند احتياجك للنوم، ولا تمكث في الفراش بعد الاستيقاظ، واحرص على أن تنام على طهارة وذكر، وإذا حدث منك خلل فعجل بالتوبة، وثق بأن العظيم سبحانه يفرح بتوبتنا، ونتمنى أن تخلص في توبتك، وأن تصدق في أوبتك، ثم أبشر واستبشر، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا تغتر بثناء الناس عليك، فأنت أعلم بنفسك من الناس، والله أعلم بك منك، واحمد الله الذي ستر عنهم عيوبك، فوجدت منهم الاحترام والتقدير.

وقد أسعدنا تواصلك، ونسأل الله أن يسعدنا جميعا بالعودة إليه سبحانه، وأنت -ولله الحمد- ممن ذاق حلاوة القيام والطاعات، ومثلك لا يحتاج إلى شرح طويل.

وختاما: أهمس في أذنك، وأدعوك إلى التوبة من العقوق؛ لأن عقوق الوالدين من الذنوب التي تحرم صاحبها من التوفيق والخير، فانتبه لنفسك، وأدركها قبل فوات الأوان، ونسأل الله أن يردك إلى الحق، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان.

مواد ذات صلة

الاستشارات