السؤال
خطبت بنت خالي، ولكن أواجه مشاكل مع تفكيرها؛ فهي بعيدة عن الدين والحجاب، وكذلك لا تعلم لماذا الله خلقنا في هذه الدنيا!.
أريد الطريقة الصحيحة لإرشادها إلى دين الحق، وكيف أبين لها الحق من الباطل؟ وهي عاشت في الخارج مع أهلها منذ ولادتها، والآن هي هنا في بلاد الحرمين، أرشدوني بالطريقة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكر الله لك على تفضلك بالسؤال، وحرصك على هداية هذه الفتاة، ونسأل الله أن يهديها، ويجعل ذلك في ميزان حسناتك، وردا على استشارتك أقول:
- لم تخبرنا هل ابنة خالك ملحدة لا تؤمن بوجود الله أم أنها تقول: إنها مسلمة، لكنها لا تعرف عن دينها شيئا، ولذلك فلا تصلي ولا ترتدي الحجاب ... إلخ؛ لأنها نشأت في بيئة غير ملتزمة.
- غالب ظني أن هذه الفتاة نشأت في بيئة غير متدينة، ولذلك فهي تجهل أمور الدين لكنها غير ملحدة، فإن كان الأمر كذلك فاتبع الخطوات الآتية:
- عظها بطريقة حكيمة، وهادئة، وبرفق ولين، مع اختيار الوقت المناسب، وذكرها بالله الذي خلق الناس كلهم، وبالموت المحتوم على كل مخلوق، والجنة دار المؤمنين، والنار دار الكافرين، وأن من الواجب على المسلم أن يؤدي ما افترض عليه خالقه، وخاصة أركان الإسلام الخمسة.
- لا بد أن تكون ثمة مقدمة مشجعة ومحفزة لها؛ كي تتقبل النصح، وذلك بالثناء عليها وبما فيها من الصفات الحسنة، وتوسع في الثناء عليها، ولا توجز، ومن ثم أخبرها بأن هذه الصفات الحسنة تحتاج إلى إكمالها بأداء ما افترض الله تعالى على عباده، وأهم ذلك بعد توحيد الله الصلاة.
- إن تقبلت نصحك فعلمها كيف تؤدي الصلاة، فإن حافظت عليها؛ فصلاتها ستنهاها -بإذن الله- عن كل منكر، قال تعالى: {إن الصلاة تنهىٰ عن الفحشاء والمنكر ۗ} مع بقاء نصحك وتوجيهك لها.
- بين لها مدى انتشار الإسلام في بلاد الغرب، وكثرة الداخلين فيه من الذكور والإناث، وأن هذا دليل تأثير الدين في غير المسلمين، وعلامة من علامات نبوة نبينا -عليه الصلاة والسلام- الذي بشر بأن هذا الدين سينتشر، وأنه سيدخل كل بيت، وبالمقابل بين لها الحال المزرية لبعض أبناء المسلمين؛ حيث تخلوا عن دينهم، وتركوا إقامة شعائره، ولم يبق لهم من الإسلام سوى الانتساب فقط.
- بين لها خطورة ترك الصلاة، وأنها الفارقة بين المؤمن والكافر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقوله: (الفرق بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة) وقال في الصلاة: (من حافظ عليها، كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، ويأتي يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) وهؤلاء رأس الكفر وأئمة الضلال.
- وضح لها تعلقك بها، وأنك لا تريد أن تفسخ الخطوبة لأي سبب، وتخوفك من موضوع تركها للصلاة، كما يجب أن تحاط علما أن عقد الزواج لا يصح إن كان أحد الزوجين لا يؤدي الصلاة.
- أوضح لها شؤم المعاصي ونتيجة الإعراض عن ذكر الله، كما قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.
- تضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يهدي الله ابنة خالك، ويصلح شأنها، ويلين قلبها، وتحر أوقات الإجابة، واجعل أسباب استجابة الدعاء متوفرة فيك؛ كي يستجيب الله دعاءك؛ فالله الذي أمرنا بالدعاء وعدنا بالإجابة، لكن بشرط توفر الأسباب وانتفاء الموانع، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
- سلط عليها من تعرف من النساء الصالحات من نفس سنها أو أكبر قليلا، وحبذا لو كن من أقاربكم؛ كي يقمن بنصحها وتوجيهها، فلعل الله أن يهديها على أيديهن.
- لا تترك أي وسيلة أو سبيل مشروع إلا واستخدمته من أجل هدايتها، وعليك أن تبدي حزنك على حالتها، وأنها لن تكتمل إلا باستقامتها على دين الله.
- لا تقدم على إجراء عقد الزواج حتى تتيقن من استقامتها على دين الله، فإن لم تستقم فافسخ الخطوبة، وابحث عن ذات الدين والخلق كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك الدعاء بالفقر، فلا خير في زوجة تكون سببا في فقر زوجها، ولا بركة في زوجة لا دين لها ولا خلق.
أسأل الله تعالى أن يهديها سبل السلام، وأن يرزقها الاستقامة، ويكتب أجرك، إنه سميع مجيب.