كلما أتاني خاطب أرده وأندم، فماذا أفعل؟

0 280

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متدينة، وأريد استشارتكم وإجابتكم من الناحية النفسية؛ لأنها هي التي تغيب عني.

أنا أخطب كثيرا منذ صغري، لكن كل مرة أتضايق جدا، ولا أشعر برغبة حتى لمعرفة الخاطب، وأرفض سريعا بنفس اللحظة، وأتعب وأدخل في حالة رعب واكتئاب أتمنى فيها الموت إلى أن يقتنع أهلي ويرفضوه، حتى قبل سنة ونصف حدث مرة أخرى نفس الأمر، لكن كان والدي مصرا كثيرا على هذا الخطيب، فدخلت في حالة اكتئاب قوية إلى أن أخذوني إلى دكتور نفسي، وشخص أن لدي رهابا اجتماعيا واكتئابا حادا، وأعطاني حبوبا للاكتئاب، ولا زلت مستمرة عليها، وأغلق ذلك الموضوع.

لكن الآن وبعد العلاج إذا خطبت أسأل: من هو؟ وأستخير، وأفكر كفتاة طبيعية، لكن أرفض في الأخير، وكل من تقدم لي أصحاب خلق ودين، ولكن أنا أفكر كثيرا، وواقعية جدا، وأفكر بأدق التفاصيل ولـ (10) سنين قادمة، فأنا الآن في حيرة، كيف أعرف هذا الشخص أنه نصيبي؟ وكيف أوافق بدون ندم؟ أقول: لا، نصيبي شخص آخر، لو وافقت أخاف أن أندم أني ما صبرت ويجيئني نصيبي، وأخاف أن هذا الشخص ما يملأ عيني، وأقول (ياليت) وقت لا تنفعني (ليت)، فأنا سأجن حاليا؛ لأن عندي صداع القلق الذي يصاحب الاكتئاب، ومتعبة منه جدا، فأرجوكم.

دائما أسمع البنات يقلن: وافقت لأنه نصيبي، والتي تزوجت بعمر صغير تقول نصيب، فكيف يصير النصيب؟ ما فهمت، ويمكن أنا قاعدة أرد نصيبي وأنا لا أدري، أرجوكم وجهوني بإجابة نفسية اجتماعية وطويلة بطول رسالتي؛ لأني أحب التفاصيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: إننا -أختنا- نتفهم تماما ما تتحدثين عنه، ولا نتفاجأ به، فليس فيما تقولين شيئا غريبا، وآلاف البنات غيرك يشعرن بما تشعرين به؛ فلا تقلقي، ولا تضطربي.

ثانيا: الزواج رزق مكتوب ومقدر، وهو ما عبرت عنه بقولك (نصيب) ومن كتبه الله لك زوجا سيأتي في الوقت الذي حدده الله لك، وهذا الأمر مفروغ منه من قبل أن يخلق الملك السموات والأرض، ويكفيك أن نذكر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه مسلم في صحيحه قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات، وكان عرشه على الماء). وهذا يبين لك أن من مضى لم يكن نصيبك ولا قدرك؛ فلا تجزعي ولا تقلقي.

ثالثا: يطمئنك ويهدئ روعك أن قضاء الله هو الخير لك، وما قدره الله لك من عطاء هو خير مما أردته لنفسك، فاطمئني، وتذكري دائما أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}. فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائما، وهنا سيطمئن قلبك ويستريح.

رابعا: الزواج لا يقوم على حصد الجزئيات، بل على جمع الكليات، لذا لا ننصح أبدا بتتبع كافة التفاصيل وأدق التفاصيل، فإن هذا فيه إرهاق وعنت، ولن تجدي أبدا رجلا فيه كل الصفات الحسنة، كما لن تجدي امرأة فيها كل مواصفات الكمال.

خامسا: أول ما ينبغي أن تسألي عنه -أختنا- هو الدين والخلق لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ثم بعد انظري إلى الإيجابيات التي ترغبك في الزواج منه، فإن وجدت بعد الدين والخلق نصف ما أردت؛ فهذا خير عظيم، وعليك ساعتها أن تستخيري الله عز وجل، وأن تستشيري أهل الفضل، وأن تتوكلي على الله.

سادسا: إننا ننصحك أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وأن ترقي نفسك؛ فالعين حق، ونحن هنا نورد لك الرقية الشرعية كاملة من الكتاب والسنة، ونرجو أن تداومي عليها:
الآيات الواردة في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

بسم الله الرحمن الرحيم {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.

{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}.

{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}.

{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.

{إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.

{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.

{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}.

{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}.

{وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.

{قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}.

{والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}.

{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.

{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.

{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.

{وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.

{قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}.

{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد}.

{قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}.

{قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.

الأدعية الواردة في السنة:
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات.

(أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) 3 مرات.

(أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن).

(أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون) 3 مرات.

(اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته).

(اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك).

(أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم).

(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط المستقيم).

(تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو وإليه كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله).

(حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الله، هو حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى، سمع الله من دعا، وليس وراء الله مرمى).

(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) 7 مرات.

(بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك).

(أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك) 7 مرات.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات