السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، وأعتذر لكثرة استشاراتي، فوضعي في بلدي (سوريا) لا يسمح لي بالذهاب للأطباء المتخصصين، أو الحصول على العناية الكاملة، لذلك ألجأ إليكم دائما.
أنا سيدة متزوجة وبعمر 19 سنة، أعاني من انتفاخ تحت عيني، وفي بعض الأحيان في الوجه، يستمر معي منذ الاستيقاظ، ولا يزول أبدا، يزيد في فصل الشتاء، ويسبب لي الإحراج أمام زوجي وأقاربي، ولا أستطيع الإجابة عن أسئلة من أعرفهم لأنني أجهل السبب.
لدي نقص في إفرازات الغدة الدرقية، وأتناول كبسولة تيروكسين عيار 100 يوميا على الريق، بينما صرح لي الطبيب أنه لا علاقة بين الغدة وهذا الانتفاخ، وعندما كنت بعمر 13 سنة سقطت على أنفي، وأصبحت أعاني من انسداد فيه، فأجريت له عملية جراحية، فهل يمكن أن يعود الانسداد لأنفي ويسبب لي هذا الانتفاخ في الوجه والعيون؟
ذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة منذ سنة، وقال: أنه لا يظن وجود مشكلة في الأنف قبل إجراء العملية، ولا حاجة تستدعي إجرائها، ووصف لي بخاخا للأنف Flixonase، وطلب مني مراجعته حال عدم الاستفادة من العلاج، داومت على العلاج، وشعرت بتحسن بسيط، ولكن بعد التوقف عن العلاج عاد الانتفاخ مرة أخرى، ولم أرجع للطبيب لعدة أسباب، أهمها الأوضاع الأمنية في المنطقة التي أسكن بها.
أرجو من المتخصصين التكرم في تشخيص حالتي، وإعطائي العلاج المناسب، وأريد الاستمرار معكم حتى أنتهي من هذه المعاناة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روها حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في أغلب الأحيان يكون هذا الانتفاخ حول العينين، وخاصة أسفل العينين تابع لسبب وراثي في شكل العينين، وتوزع الدهون في أكياس دهنية تحت العينين، وهي تتورم قليلا في حالة البكاء، أو النوم لفترة طويلة على مخدة منخفضة، أو في حالة النوم على البطن أو الوجه، لذا يجب بداية نفي هذا العامل الوراثي، والذي يعتبر في هذه الحالة الشكل الطبيعي للعينين، ولا حل له إلا بالجراحة لدى اختصاصي الأمراض العينية، أو اختصاصي الجراحة التجميلية، بإزالة هذه الأكياس الدهنية جراحيا.
الأسباب الأخرى لهذا التورم، والتي تعتبر أقل حدوثا، تشمل التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وبعض أمراض قصور القلب، ونقص بروتينات الدم لسبب كلوي، والحساسية الأنفية والجلدية، وفرط نشاط الدرق المزمن مناعي المنشأ، ولا بد من إجراء الفحص السريري الجيد للأنف والجيوب الأنفية، وهذا الفحص يتضمن تصوير الجيوب الأنفية بالصور الشعاعية البسيطة، والتصوير الطبقي المحوري، وعلاج التهاب الجيوب المزمن إن وجد، بمضادات التحسس ومضادات الاحتقان، وبخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي، كالذي استخدمته سابقا، مع الاستمرار عليه لفترة قد تمتد لأشهر.
يجب أيضا إجراء فحص للقلب، من ناحية وظيفته وقياس جريان الدم فيه (بالإيكو دوبلر)، وقياس الضغط الدموي الوريدي المركزي لدى اختصاصي الأمراض القلبية، كما يجب إجراء التحاليل الدموية من فحص لوظيفة الكلية، وتحليل بروتينات الدم، واختبارات التحسس الجلدية والدموية، والتي قد تكشف حساسية معينة ضد محسس ما، قد يكون هو السبب في هذه الوذمة.
لا علاقة لانسداد الأنف بسبب انحراف في الحاجز الأنفي بهذه الوذمة، أو الانتفاخ تحت العينين، كما أنك لم تشتكي من انسداد في الأنف حاليا، وعلى هذا فالموضوع منفصل، ولا علاقة له بشكايتك الحالية، ويكون العلاج فيما سبق بحسب الحالة لدى اختصاصي الأمراض الداخلية.
مع أطيب الرجاء بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.