تخلى عني خطيبي بعد أن علقني به.

0 279

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على فتحكم لنا هذا الباب، وإعانتنا على أمور ديننا ودنيانا.

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 سنة، متعلمة، حسنة الخلق والخلق، من أسرة مثقفة جدا ومحافظة، تقدم لخطبتي شاب متعلم منذ شهرين ونصف تقريبا، ذو سمعة جيدة ومنصب هام، وقد اعتمر بيت الله الحرام.

كنت جدا فرحة بهذا الشاب، خاصة أن والدي صعب المنال، وقد رأى والدي فيه الشاب المثالي.

تمت الرؤية الشرعية، ووافقت عائلتي، وبدأنا التحدث في الهاتف بغية التعرف عليه، وأخبرني أنه أعجب بشكلي وأخلاقي وسمعتي، وفي نظره كنت بمثابة المرأة المثالي، إلا أنه أخبرني بعد ذلك أن شيئا يقلقه هو أنه لم يعجب كثيرا بي يوم الرؤية الشرعية وهذا يزعجه، وبالفعل غضبت، وأجبته إن لم يعجبه شكلي فيمكنه أن يتوقف، لكنه اعتذر بعد ذلك وطلب مني أن أسامحه، وقال لي أنت زوجتي، ويعجبني كل شيء فيك.

بعدها كنت سعيدة جدا، لا أكلمه كثيرا في الهاتف، تعلقت به، وأخبرني بأنه يحبني، ومع الوقت بدأت الخلافات بيننا، حيث كان يخبرني أن لديه رغبة في معانقتي وتقبيلي، وأنه يشتاق لي، لم أتجاوب معه، وكان يغضب مني، وقال لي: أنه يخاف أن أكون باردة جنسيا، وأن لديه مشكل لو استمريت في صده فلن تكون لديه أي رغبة فيما بعد، ولن يستطيع الزواج بي.

لكن ولله الحمد توقف عن ذلك بعض الوقت فقط، وأصبح يخبرني أنه يحبني كثيرا، وأراد أن يسرع الخطوات لكي نقوم بقراءة الفاتحة، وأكون زوجته في الحلال.

لكنه عاد في الكلام الرومانسي، كان يقول لي: أنت زوجتي وكل حياتي، وأنه لن يتركني، وأعترف أنني أخطأت وضعفت واستدرجني، وكنت أخبره أنني أحبه وأشتاق إليه، وارتحت إليه كثيرا خاصة أن صلة -قرابة بعيدة- تربط بيننا، واشترى لي الشبكة والخاتم، ومسكت يده في الأخير مثلما أراد-غفر الله لي-، وحدد موعد الفاتحة، ولكن في الأسبوع الأخير كثرت الشجارات بيننا، فأصبح يغضب مني لأتفه الأسباب، وأحاول أن أراضيه دائما.

وأخبرني في الأخير أن شيئا يزعجه مني، وهو أني لا أضع المكياج، ولم أنمص حواجبي، فأجبته إن لم أعجبك فهذا هو شكلي، فافعل ما تراه مناسبا لك.

وأخبرني أخيرا أنه يريد التخلي عني، فبكيت، وهاتفت عائلته، وأخبرتهم أن يأخذوا ما أحضروه لي، رفضت عائلته قرار ابنهم، وتمسكوا بي، لكنه رفضني، وقال لي: تسرعت في مكالمة عائلتي، وأنا أكره هذه العلاقة، وأخبر عائلته أنه لم يعد يحتمل النكد والشجار معي، علما بأنني كنت جدا طيبة معه، إلا أننا في الأسبوع الأخير تغيرت الأمور، وكثرت الخلافات على أتفه الأسباب.

توسلت له أن يسامحني لما كلمت عائلته، وأخبرته أنني أحبه، وموعد قراءة الفاتحة قد اقترب، لكنه لم يجبني حتى في الهاتف، وبعث لي برسالة أنه ليس هناك نصيب بيننا.

توسلت إليه أن يكلمني حتى في الهاتف، لكنه رفض، لأنه يعلم أنني سأبكي، وهو لن يتحمل ذلك، وأخبرني في رسالة هاتفية أنه لم يعد يحبني، ولم تعد لديه رغبة بي، وأخبرني أننا الاثنين أخطأنا وانتهى النصيب بيننا.

ولما سألته أين ذهبت كل محبتك؟ قال لي: بأن لديه مشكلة مع شكلي -رغم أنني حسنة الخلق-، وأنني لم أتجاوب معه لما كلمني عن الحواجب والمكياج، وأنه سيبحث عن صاحبة الدين وتكون تعجبه قليلا، وأنه يريد الزواج بي، لكن كزوجة ثانية.

صدمت، وتألمت، وبكيت، وقلت له لن أسامحك ما حييت، لماذا علقتني بك، وتخليت عني، وجرحتني بهذه الطريقة والكلمات، وآلمت عائلتي التي كانت فرحة تحضر لقراءة الفاتحة.

سؤالي لكم يا شيخ: أعترف أنني أخطأت لما تجاوبت معه في الكلام، لكنني نادمة، وتبت إلى الله، وأخطأت لما تشاجرنا بالكلام معا، لكنه كان قاسيا معي، ولم يقدم لي الفرصة حتى للكلام، فقد كنت طيبة معه.

لا أستطيع مسامحته، أحس أنه ظلمني، فهل سيعاقبه الله على ذلك؟ هل هو محسود أو مسحور -مثلما أخبرتني عائلته- بتغيره المفاجئ؟ كيف أستطيع نسيانه ونسيان حرقتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتواصلك معه، وتبادلكما لبعض كلمات الحب خطأ كبير، وذنب لا بد من التوبة منه توبة نصوحا، والتي من شروطها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعلت، والعزم على ألا تعودي مرة أخرى.

الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يستطيع أحد أن يغير منه قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

لعل الله صرف عنك شرا ما كنت تتوقعينه، فما عليك إلا أن ترضي بقضاء الله وقدره، فهذا ابتلاء من الله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، فعليك أن ترضي بقضاء الله وقدره، وحذار أن تتسخطي؛ وإلا فالجزاء من جنس العمل.

قد يكون ما حدث بسبب المعصية التي وقعتم فيها، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وباب التوبة لا يزال مفتوحا لكما، فمن تاب توبة نصوحا قبل الله منه توبته، وغفر ذنبه، وبالتالي فلا يعاقب من تاب.

انس ما حدث تماما، وكوني على يقين أن رزقك سيأتيك إن عاجلا أو آجلا، فما كان من رزقك فسوف تنالينه ولو وقفت الدنيا كلها في وجهك، ومن ليس من نصيبك فلن تتمكني منه ولو أنفقت ما في الأرض جميعا.

لا يصلح أن يعلق كل فشل في الأمور للحسد والسحر وما شابه، فقد يكون كذلك، وهذا لا بد أن يخضع للعلاج، وقد يكون الأمر مقدرا أن يسير بتلك الطريقة، فبعض الناس يطلق قبل يوم الزفاف، وبعضهم ليلة الزفاف، وبعضهم بعد الدخول بيوم، وهكذا ولا شك أن الانفكاك من الارتباط قبل الدخول خير منه بعده.

أنت في كرب وهم مما حدث، فعليك بكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهما من أسباب تفريج الهموم، وتنفيس الكروب، وغفران الذنوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

من أجل أن تكون حياتك طيبة فوق إيمانك، وأكثري من الأعمال الصالحة، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

اجعلي لنفسك وردا من القرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، قال ربنا الرحيم: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات