السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عاقد، أحسن إلى زوجتي كثيرا، وكانت تحدث بيننا مواقف يسيرة من وجهة نظري، وتحزنها وأعتذر بعدها، وتعود الأمور كما كانت.
أخبرتني أن هناك شيئا يبعدها عني، وأنها لم تعد ترغب أن تكلمني كما في الماضي، وهذا شيء يحزنها، وهي حافظة لكتاب الله، وحريصة على الصلاة والأذكار.
أنا متأكد أنها تحبني جدا كما أحبها، وهناك من نصحني من المقربين أن ما حدث هو نوع من الدلال، والأفضل أن أتركها ولا أكلمها حتى تكلمني هي، لكني متأكد أن هذا ليس دلالا، بل هي تعاني فعلا، وأنا لا أعرف كيف أتصرف؟ أخاف أن أكلمها فيزيد الأمر سوءا، وأخاف ألا أكلمها فيزيد الأمر سوءا، فهل أجد عندكم نصيحة؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن فترة الخطوبة هي فترة مناسبة للتعارف والتفاهم، فقد أتيتم من بيئتين وثقافتين مختلفتين، وبغض النظر عن قرب أسرتكما، فقد تربيت أنت في بيت غير الذي تربت به هذه الخطيبة، ولا شك أن هناك فروقا كثيرة بينكما، في فهمكما للحياة بشكل عام، وفي نفسيتكما، وما تحبون الحديث فيه أو لا تحبون.
الفروق كثيرة جدا، وفترة الخطبة، والمراحل الأولى للزواج هي فترة مناسبة للتعارف والتقارب، ومحاولة معرفة كيف تتواصلان وكيف تتحدثان مع بعضكما.
هل ما حصل هو دلال منها أو غير دلال، لا أعلم، والله أعلم بالنوايا، إلا أنه ومهما كان الدافع، فإن من الحاجيات النفسية والعاطفية للمرأة أن تشعر بأنها مطلوبة ومقصودة، وأنها رقم واحد في حياة زوجها، وليس هناك من مانع أبدا أن تبدأ أنت بمبادرتها بالاتصال والحديث معها، هذا إن كنت تحبها وتريدها زوجة لك!
في العلاقة الزوجية، الأصل أنكما أصبحتما، أو قريبا ستصبحان نفسا واحدة، وهنا لابد من التواضع والصراحة وعدم التصنع، فهيء البدار إليها، واجعلها تشعر بأنك تريدها زوجة لك، وخاصة فيما وصفت من صفات حميدة إيمانية وأخلاقية.
الأمر الآخر، أرجو أن تنتبه إلى أن مزح الشباب وطريقة وموضوعات أحاديثهم، غير طريقة وموضوعات الفتيات، فانتبه لهذا، وخاصة في طبيعة المزاح، فبعض مزاح الشباب قد يكون غير مريح لبعض الفتيات بسبب الحساسية واللطف والرومنسية.
أرجو أن تستعينا في هذه المرحلة من زواجكما إما بحضور الدورات التدريبة للمقبلين على الزواج، وهي متوفرة في بعض البلاد العربية، وكذلك ببعض الكتب المفيدة، ومنها كتابي "التفاهم في الحياة الزوجية" وهو متوفر في الخليج في مكتبات جرير، أو يمكن طلبه من موقع (نيل وفرات دوت كوم).
وفقكم الله، وكتب لك الحياة الزوجية السعيدة.